يبسط القنصل العام للمغرب في نيُويورك، محمد بنعبد الجِليل، صورًا من خدمَة المهاجرِين المغاربة بثمانية وأربعِين ولايَة أمريكيَّة، إلى جانب المدن المعهُود بها إلى قنصليَّة واشنطن. وأفاد القنصل، في حوارٍ مع هسبريس، أنَّ هناك حرصًا على تسهِيل المأموريَّة على الجالية المغربيَّة، وإنْ كانت بعضُ الصعوبات من قبيل ضغط العمل في بعض المواسم، وشمل عدد كبير من الولايات يحُول دون الردِّ على مكالماتٍ هاتفيَّة في بعض الأحيَان. بنعبد الجلِيل يردفُ أنَّ قنصليَّة متحركة جرَى إيفادها، السنة المنصرمة، إلى عددٍ من الولايات البعِيدة، كيْ تعفِي المغاربة من التنقل حتَّى نيويورك، فيما لمْ يعد التوصل بجواز السفر يستغرقُ أكثر من أسبوع إلى أسبوعين. السيد القنصل، هلَّا قدمت لنَا نبذةً عن اشتغالِ قنصليتكم في نيُويورك مع الجالية؟ القنصليَّة المغربيَّة في نيُويورك تغطِّي ثمانية وأربعِين ولاية من الولايات المتحدَة الأمريكيَّة، واشتغالنا يجرِي بصورة مباشرة مع المواطنين الذِين يفدُون إلينا، موازاة مع الاشتغال عبر البرِيد سواء عبر الوكالة أو تجديد جواز السفر، حيثُ إنَّ هناك أمورًا يمكنُ أن تتم عبر البرِيد، إذَا توفرتْ بطاقة تعريف وطنيَّة بيوميتريَّة لدَى المواطن. الأمور تسيرُ على مَا يرام، في يومنَا هذَا، حيثُ إنَّ التوصل بجواز السفر لم يعد يستغرق أكثر من أسبوع أو أسبُوعين، أمَّا بالنسبة إلى المواطنين الذِين يفدُون إلى قنصليتنَا فهم في الغالب من المقِيمين بنيُويورك وضواحِيها، أوْ من المدُن القريبة مثل بوسطن وفيلاديلفيَا. وفي الغالب فإنَّ لزوم حضورهم إلى القنصليَّة فيتمُّ لأجل تهييء البطاقة الوطنيَّة، من أجل أخذ البصمات. نعلمُ أنَّ الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة بلدٌ شاسع، السفر فيه من ولايةٍ إلى أخرى قدْ يستدعِي ساعاتٍ طوال من الطيران، بما تستلزمهُ من مصاريف، كيف تعينُون المغاربة القاطنين في ولايات بعيدة، لا قنصليَّة فيها، على قضَاء مصالحهم الإداريَّة؟ إلى جانب الإرسال بالوثائق عبر البرِيد، في بعض الحالات، ثمَّة آليَّة أخرَى نعمدُ إليها ممثلةً فِي القنصليَّة المتحركَة، التِي كانت السنَة الماضيَة في هيُوستن، كما مضت إلى أورلاندُو وشيكاغُو، ولوس أنجلُوس، سعيًا منَّا إلى تقريب الإدارة من المواطن، وتسهِيل المأموريَّة على المغاربة المقيمين في الولايات المتحدَة. بحكم الأرقام التي تتوفرُون عليها، ما هي المدينة الأمريكيَّة التي تعرفُ تركزًا كبيرًا للجالية المغربيَّة؟ بصورةٍ تقديريَّة، أظنُّ فلوريدَا إلى جانب نيويورك، الأكثر احتضانًا للجالية المغربيَّة من أصل 250 ألف إلى 300 ألف مغربِي يقيمُون في مجمل الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة، في فلوريدا، مثلًا، هناك نحو ثلاثين ألفًا، وزهاء 24 ألف في نيوروك، أمَّا الجاليَة المغربيَّة المقيمة بواشنطن دِي سِي وَفرجينيا وماريلاند، فثمَّة قسمٌ قنصليٌّ تابع للسفارة المغربيَّة في واشنطن يتولَّى أمرهُم. مهاجُرُون مغاربة كثرٌ في الخارج بالولايات المتحدَة كمَا فِي دولٌ أخرى، يشكُون تعطل أغراضهم بسبب اشتغال القنصليَّات المغربيَّة ويقولون إنها لا تكترثُ كثيرًا بإشكالاتهم؟ ما بإمكانِي أنْ أتحدث عنهُ هو القنصليَّة المغربيَّة في نيُويورك، التي قدمتُ إليها في شتنبر 2012، فمنذُ ذلك الوقت ونحنُ نسعَى جاهدِين، ما أمكننا، أن نتجاوب بالصورة المطلُوبة مع المواطنين المغاربة حيثُمَا كانُوا. في بعض المرَّات، تكُون هناك بعضُ الصعوبات، بحكم أنَّ قنصليتنا تغطِّي 48 ولايَة، ولذلك فنحنُ نحاولُ إجابة كل النداءات، في وقت معقول، كمَا أنَّ ضغطًا في العمل قدْ يحصل أثناء بعض المواسم، مثل العطلة الصيفيَّة، والفترات التي تسبقُ الأعيَاد، فيضحِي من الصعب الردُّ على بعض المكالمات الهاتفيَّة، ولذلك نطلبُ من المواطنِين المغاربة أنْ يتفهمُوا الوضع في بعض المرَّات، ويتركُوا رسالةً بعد اتصالهم بالقنصليَّة، في العلبَة الصوتيَّة، مضمنةً أرقامهم، لأنهم قد يتركُون رسالةً صوتيَّة في بعض المرَّات لكن دون أرقامهم، لأنَّ مطمحنَا هُو إيجادُ كلِّ مواطن الجواب الذِي يصبُو إليه.