المغرب لا يوفر ظروف العيش اللائق لمواطنيه عندما يشتعل رأسهم شيبا ويصيب الوهن أجسامهم، هذا ما أفادته دراسة صادرة عن مؤسسة "Global Age Watch"، التي وضعت المغرب في المرتبة 83 عالميا من أصل 93 دولة شملتها هذه الدراسة التي استطلعت أوضاع الأشخاص المسنين في مختلف دول العالم، لتجد أن الشخص المسن في المغرب لا يلقى أية رعاية خاصة بل على العكس فإن المغرب من أقل الدول حرصا على توفير شروط العيش الكريم للأشخاص المسنين. وحسب توقعات المؤسسة التي اشتغلت على هذه الدراسة بالتعاون مع الأممالمتحدة، فإن نسبة المغاربة الذين يحافظون على صحة جيدة بعد سنة 60 سنة هو 14.4 في المائة فقط، في حين أن معدل السنوات التي يمكن للمسن المغربي أن يعيشها بعد تجاوزه للسن الستين هو 18 سنة، وهو ما يعني أن أمل الحياة في المغرب قد بلغ 78 سنة، واستطردت الدراسة في تقديم الأرقام حول أوضاع المسنين في المغرب لتكشف على أن 39 في المائة من المغاربة الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة هم يستفيدون من تعويضات التقاعد. وحسب الأرقام التي قدمتها هذه الدراسة المعدة تحت إشراف الأممالمتحدة فإن الهرم الديمغرافي في المغرب سيعرف تطورا كبيرا خلال العقود القادمة حيث ستصل نسبة الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 سنة إلى 21 في المائة من مجموع المواطنين في أفق سنة 2050، مقابل نسبة 8 في المائة المسجلة حاليا. أما عن الرعاية الصحية التي توفرها الدولة للأشخاص المسنين، فهي رعاية "جد ضعيفة" حسب الدراسة التي منحت المغرب 35 نقطة من أصل 100 نقطة، وهو ما جعل المغرب من بين الدول العشر الأخيرة في مجال الرعاية الصحية للمسنين، وعلى الرغم من أن شيوخ المغرب لا يلقون الرعاية الصحية الضرورية إلا 89 في المائة منهم لا يعانون من مشاكل نفسية خطيرة حسب نفس الدراسة. وتحدثت الدراسة عن الوضعية الإقتصادية للمسنين في المغرب حيث أشارت إلى نفقاتهم تتجاوز مداخليهم، لذلك لا يستطيع أغلبية الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 أن يوفروا جميع حاجياتهم الضرورية،وقدمت نفس الوثيقة صورة عن الوضع التعليمي للمسنين في المغرب، ذلك أن 10 في المائة فقط من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة هم الذين حصلوا على تعليم ثانوي أو جامعي. وعلى الرغم من أن تقاليد وأعراف المجتمع الذي نعيش فيه مازالت تقدر الروابط الأسرية، إلا أن الدراسة أظهرت أن المجتمع المغربي أصبح يميل نحو الإبتعاد عن المسنين وعدم منحهم الرعاية التي ينتظرونها، ذلك أن نصف المسنين صرحوا بأنهم لا يتوفرون على أصدقاء وأفراد العائلة يمكن أن يعولوا عليهم، في حين قال 68 في المائة من الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 سنة إهم يمكن أن يتجولوا في الشوارع والأزقة ليلا دون الشعور بالخوف على أمنهم. وأفادت الدراسة بأن المسنين في المغرب غير راضون عن الخدمات التي تقدمها وسائل النقل العمومي، حيث عبر 53 في المائة عن عدم رضاهم على وسائل النقل العمومي.