ركزت الصحف الجزائريةوالتونسية، الصادرة اليوم الأربعاء، اهتماماتها على التهديدات الإرهابية بالمنطقة على خلفية اختطاف مواطن فرنسي بمنطقة القبايل، وتفكيك ثلاث خلايا في ثلاث مدن بتونس. ففي الجزائر، خصصت الصحف حيزا هاما من اهتماماتها لقضية اختطاف الفرنسي هيرفي غورديل من قبل مجموعة مرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، مساء الأحد الماضي يين البويرة وتيزي وزو (القبايل)، حيث أجمعت على أن غموضا يلف هذه القضية. وكتبت صحيفة (الخبر) أن حادث الاختطاف كان بالإمكان أن يقع في أي دولة أخرى، بالنظر إلى أن تنظيم (داعش) كان، منذ عدة أيام، قد توعد واشنطن وباريس، على وجه الخصوص، بقتل واختطاف وملاحقة رعاياهما حيثما وجدوا، وأوصى عناصره بوضع هذه التهديدات موضع التنفيذ. ورأت أن المواطن الفرنسي "كان في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب، بحيث تعتبر المنطقة التي اختطف منها غير مؤمنة بالشكل المطلوب وأحد معابر عناصر التنظيم الإرهابي، سواء القاعدة في بلاد المغرب أو (جند الخلافة)، التنظيم المنشق الجديد" الذي تبنى عملية الاختطاف. من جهتها، قالت صحيفة (الشروق)، في أحد أعمدتها اليومية، إنه "لا ينبغي التعامل مع عملية اختطاف الرعية الفرنسي بضواحي تيزي وزو، بالتهويل والتضخيم والتخويف، لأن الهدف الأول للتنظيم الإرهابي الذي هندس الاختطاف ونفذه، هو تحقيق الصدى الإعلامي، داخليا وخارجيا، وقد يكون هذا هو الأهم: التسويق لظهور ما يسمى بÜ(داعش) أو (جند الخلافة) في الجزائر". وتابعت أن الفيديو الذي بثته المجموعة الخاطفة، وتناقلته المواقع الإخبارية والقنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء، "هو أولا وأخيرا، برأي خبراء ماركوتنيغ، يهدف إلى صناعة الخوف وإحياء الرعب، خاصة وسط الرعايا الأجانب بالجزائر، وهذا ما يجب الانتباه إليه". ونقلت صحيفة (النهار)، من جانبها، عن مصدر على صلة بالتحقيق الخاص بهذه القضية، أن المعلومات الأولية أبانت "عن وجود نية مسبقة لعملية الاختطاف"، وأن هناك "ملابسات غير واضحة حول كيفية اختطاف المواطن الفرنسي، خاصة وأن الجماعة الإرهابية كانت تنتظر وصوله إلى مكان تنفيذ العملية". ولاحظت مديرة نشر صحيفة (الفجر) أن "الاختطافات في منطقة القبائل ليست جديدة، وقد استغلتها سواء الجماعات الإرهابية أو عصابات الإجرام فرصة للإثراء والإبقاء على المنطقة منطقة ضغط وفوضى، لاستغلالها في المساومات السياسية، حيث كانت منطقة القبائل دائما ورقة ضغط". وتساءلت " لماذا لم يبلغ هذا السائح الأمن بتحركه في المنطقة، مع أن السياح الجزائريين لا يذهبون إلى تلك الجهة إلا بإبلاغ الجهات الأمنية"، معتبرة أن التركيز الإعلامي والمكثف على هذه العملية "ليس بالبريء، وإن كان مستبعدا أن يكون هذا التنظيم جزءا من الدولة الإسلامية، فكتيبة الفرقان هذه حديثة النشأة وما زالت غير معروفة إعلاميا، وبالتالي فإسناد دور مماثل لها للتعريف بها ودخولها عملية الرعب بهذه القوة، من شأنه أن يعيد التركيز على الجزائر على أنها ما زالت وجهة خطيرة سواء للسياح أو للاستثمار". وخصصت الصحف التونسية حيزا هاما للوضع الأمني في سياق إعلان وزارة الداخلية تفكيك ثلاث خلايا في مدن سوسةوالمنستير والقصرين، وكذا تقديم حركة النهضة أمس الثلاثاء لبرنامجها الانتخابي. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الصباح) في صفحة متابعات "عشرة مسدسات و303 رصاصات و15 عنصرا إرهابيا موقوفا ينتمون إلى خليتين بالمنستيروسوسة.. تلك هي حصيلة النجاحات التي حققتها كافة الوحدات الأمنية خلال ال48 ساعة الفارطة"، مضيفة أن "دور خلية سوسة كان يتمثل في توفير الإمكانيات البشرية والدعم اللوجستي لإرهابيي الشعانبي (القريبة من الجزائر) واستهداف الأمنيين والعسكريين، وبالتالي الإطاحة بالحكم وإقامة دولة الخلافة، في حين يتمثل دور خلية المنستير في إحياء النشاط التكفيري" في المنطقة. من جهتها، أشارت صحيفة (المغرب) إلى أن قوات الأمن التونسية قامت أيضا "بتفكيك خلية إرهابية بالقصرين (قريبة من الجزائر) تتكون من 11 عنصرا قدمت الدعم اللوجيستي للمجموعة الإرهابية بجبل الشعانبي وأعدت لاستهداف منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو"، مضيفة أن وزارة الداخلية طالبت في بلاغ لها، أمس، في إطار تعاون المواطنين مع الوحدات الأمنية بوزارة الداخلية والوقاية من الأعمال الإرهابية، "بالتفتيش السريع والأكيد على خمسة إرهابيين خطيرين" من بينهم المدعو خالد حمادي الشايب (جزائري الجنسية). على صعيد آخر، وبخصوص الاستحقاقات الانتخابية، توقفت صحيفة (الشروق) عند الندوة الصحفية التي عقدتها (حركة النهضة)، وقدمت من خلالها برنامجها الانتخابي، مبرزة أن راشد الغنوشي رئيس الحركة أكد خلال الندوة أن التوافق مكن تونس من أن "تخرج من الكارثة، وأن بلادنا اليوم قطعت شوطا طويلا نحو الديمقراطية بفضل توحد كل أبنائها مما مكنهم من إنجاز دستور عظيم أرسى نمط المجتمع، وبفضله لم يعد ممكنا بعد اليوم أن يفرض أحد وصايته على الشعب أو أن يعمل على تقسيم التونسيين". وفي الموضوع نفسه، كتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) أن البرنامج الانتخابي للحركة "حاول أن يلامس مشاغل كل التونسيين، وأن يعالج كل القضايا، بما في ذلك الهيكلية منها، الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية..."، مضيفا أنه "في غياب رؤية واضحة للتنفيذ والإنجاز سنكون أمام برنامج مثالي إلى أبعد الحدود، ولكن يبقى صعب التحقيق على أرض الواقع ما لم يتم تنزيله في إطار زمني يأخذ بعين الاعتبار الواقع وقدرة البلاد على تحمل مثل هذا التحول النوعي في ظرف وجيز". وفي المقابل، كتبت جريدة (الصحافة) أنه "مهما كانت عبقرية البرنامج الانتخابي على كل مستوياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، فإن سيرة الحركة في الحكم لا تدفعنا إلى تصديق الوعود، خاصة وأن الحركة لا تعترف بأخطائها ما يعني أنها لن تتعظ أبدا...."، مشددا على أنه "من الضروري أن تعترف النهضة بأخطائها وتقرها حتى تدخل نقية إلى الانتخابات القادمة، وما لم تفعل ذلك، فإنه يصعب تصديق وعودها حتى وإن كانت نواياها صادقة...".