الصورة من عبدالمالك العاقل (البوغاز نيوز) حاضر الفنان العربي عزت العلايلي، أول أمس السبت، أمام جمهور مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة حول فن التمثيل الذي يحتاج إلى مقومات للرقي والسمو، وهو أيضا، كما وصفه "السهل الممتنع". كانت بدايات الفنان العلايلي مطلع ستينيات القرن الماضي، تلتها رحلة طويلة في مختلف روافد الإبداع سينمائيا وتلفزيا ومسرحيا فضلا عن كتابات أدبية، سجل فيها العلايلي اسمه ضمن لائحة عمالقة السينما العربية، بل والعالمية، تحت 75 عنوانا سينمائية منها "الأرض" و"السقامات" و"الأقوياء" و"اسكندرية ليه" و"الاختيار"، وعناوين مسرحية وتلفزية عريضة ك`"اللص والكلاب" و"قال البحر" و"الجماعة" الذي عرض مؤخرا في القنوات الفضائية العربية. وعن هذا المسلسل قال المدير العام للمركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل في تقديمه للعلايلي إن "(الجماعة) أعاد صياغة كيان هذا الممثل باسم المنطق والعقلانية اللذان يشكلان كيانه"، كما صنف الصايل عزت العلايلي ضمن خانة الفنانين الذين يشكلون جسرا حقيقيا للمخيلة والإبداع التي توحدنا". وإذا حاضر فنان من حجم عزت العلايلي عن "فن التمثيل"، فمن المؤكد أن يكون لهذا الدرس السينمائي صدى كبير لدى الحاضرين، وهو الذي يعتبر أن التمثيل هو قبل كل شيء "ثقافة"، فالفنان ليس "مرددا ولا مظهرا بل هو جوهر"، وبالثقافة يكتسب الممثل الرؤية الإبداعية" وبالتالي التحلي بميزة "التواضع للمعلومة". وأعطى الفنان لمحة عن تكوينه الشخصي الذي ما هو إلا نتيجة احتكاكه برواد الأدب والثقافة العربية من أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويحيى حقي ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم ولطفي السيد وعبد الرحمان بدوي وغيرهم، وأسماء قبلها كقاسم أمين ورفاعة رافع الطهطاوي... فالفن "صدق وأمانة وفهم"، ولكن ليس إلى درجة "الدروشة"، وهي التي تقابل في نظر العلايلي "الكذب" عدو الممثل والفن بصفة عامة، مشيرا إلى أنه إذا امتلك الممثل هذه المقومات، الذاتية منها والمكتسبة، كالتمرين الذي يصقل الممثل خاصة الجانب الإلقائي منه، فالجمل، حسب العلايلي "صناديق مقفلة مفتاحها الفهم". وفي سياق متصل، أصر الفنان العلايلي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش المهرجان على الدور الكبير للمسرح في حياة الممثل فهو "المختبر الحقيقي للمثل"، مؤكدا أنه يحرص على إعادة صياغة نفسه بالرجوع دائما إلى الخشبة. من جهة أخرى وفي حديث عن السينما المصرية، أشار إلى أن "السينما الجادة" والتي اعتبرها "ناقدة" لبعض الظواهر الاجتماعية الموجودة في المجتمع المصري التي تناولها كتاب من أمثال إبراهيم أصلان وخيري شلبي وعلاء الأسواني وبهاء طاهر وخالد الخميسي بالجمالية اللازمة. كما أنها صيرورة لسينما الرواد.