أعلن مقاتلو "تنظيم الدولة الإسلامية"، المعروفة إعلاميا ب"داعش"، عن تطبيقها حد "الخيانة والتجسس" في حق داعية بلجيكي من أصل مغربي، يدعى إلياس أزواج، بقطع رأسه قبل أيام في إحدى المناطق السورية الخاضعة للتنظيم، على إثر الاشتباه في تعاونه مع رجال المخابرات المغربية والبلجيكية والتعاون معها. وكان إلياس، ذي 24 ربيعا والداعية المغربي المشهور في منطقة أندرلخت التابعة للعاصمة البلجيكية بروكسيل، قد توجه في أبريل 2013 إلى سوريا، معلنا أنه سيقنع الشباب البلجيكي للعدول عن قتالهم في سوريا ودفعهم للعودة إلى بلدهم الأوروبي، قبل أن يخرج في شريط فيديو صادم، في السابع من نونبر 2013، يعلن فيه، خلاف ذلك، إلى ضرورة النفير للجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد. وتتحدث الأوساط البلجيكية أن الداعية البلجيكي من أصل مغربي اختفى عن الأنظار بعد أسابيع من التحاقه بسوريا، حيث اعتقل من طرف مقاتلي التنظيم الإسلامي منذ العام الماضي، على الحدود التركية السورية، قبل أن تعلن أسرته في غشت 2013، أن حسابه الخاص على موقع "تويتر" اخترق من طرف مجهولين، وتم نشر تهديدات موجهة لبلجيكا بإسمه على أن عضو في تنظيم القاعدة. ظهور إلياس في شريط الفيديو أثار العيد من التساؤلات حول وضعيته وحياته في سوريا، إذ يتحدث المقربون منه أن الداعية المعروف والمحبب لدى شباب بروكسيل المسلم، يحمل أفكارا تعارض بعض التوجهات السلفية المتطرفة داخل وخارج بلجيكا؛ كما أنه كان متوجها إلى سوريا لإقناع العشرات من الشبان البلجيكيين للعودة إلى وطنهم، قبل أن يظهر في الشريط يدعو فيه إلى أن الطريقة الوحيدة للإقناع وإيصال الرسائل إلى الخصوم "هي القتال وليس الحوار.. لأن الحوار انتهى ولن نتكلم بعد"، مشيرا أنه تخلى عن المال والشهرة من أجل القتال إلى جانب الجهاديين. وظهر إلياس حينها، على شريط الفيديو، جالساً وسط فيلا وهو ملثم الوجه، ويرتدي زيّا إسلاميا بلون أبيض مع حزام ناسف يحمل مُسدّسا يحيط بصدره، ويُعتقد أنه مُتحكم فيه عن بُعد وخارج عن سيطرته، فيما ظهر رجل ملثم من خلفه يحمل سلاحا رشاشا، فيما يبدو أنه كان يحرسه، فيما أوردت وسائل إعلام بلجيكا أن سلطات مكافحة الإرهاب تمكنت، رفقة عائلته، من التعرف على هويته، استنادا على نبرات صوته. واعترف إلياس وقتها، في الشريط المذكور، أنه عمل لصالح الاستخبارات المغربية والبلجيكية، لمدة معينة، وأنه ظهر بشكل ملثم حتى لا يتم التعرف عليه ومقاتلته، وأنه يحمل حزاما ناسفاً خوفا من اعتقاله من طرف رجال المخابرات البلجيكية والمغربية، التي قد تأتي للبحث عنه في سوريا. وظل إلياس أزواج، الذي ظهر السنة الماضية في صورة إلى جانب وزيرة الداخلية البلجيكية السابقة جويل ميلكي، معتقلا منذ ذلك الحين داخل سجون "داعش"، بعد أن قدم لإحدى محاكمها وكان مهددا ب"الإعدام"، مُتهما بالتجسس لصالح الاستخبارات المغربية والبلجيكية، إلى أن نفذ فيه الحكم قبل أيام، بقطع رأسه.