أعلنت جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المتشددة الخلافة الإسلامية في المدن التي استولت عليها مؤخرا في شمال البلاد. وفي تسجيل مصور جديد حصل عليه موقع "صحارى ريبورتز" الإخباري المستقل على الإنترنت، قال زعيم الجماعة، "أبو بكر شيكاو": "نشكر الله على النصر الكبير الذي وهبه لأعضائنا في جوزا، وجعل المدينة جزءا من الخلافة الإسلامية"..وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الجماعة مصطلح "الخلافة الإسلامية"، منذ أن شنت حملتها العنيفة في عام 2009. ونقل الموقع عن زعيم الجماعة ما قاله بشأن تحقيق النصر في هجمات على أبوجا ومدينة داماتورو عاصمة ولاية يوبي.. وهذا هو أول تسجيل مصور تبثه الجماعة المتشددة، بعد التفجيرات الانتحارية في "داماتورو" التي قتل فيها أكثر من 17 شخصا في شهر رمضان الماضي، والهجوم الأخير على العاصمة أبوجا في يونيو الماضي. ووفقا للموقع الإخباري، تبنى "شيكاو"، أيضا الهجمات الأخيرة على دامبوا، وهي بلدة رئيسية أخرى استولت عليها الجماعة في الأسابيع الأخيرة، قبل أن تستعيد قوات الجيش النيجيري السيطرة عليها.. وأضاف متفاخرا: "نحن في دولة خلافة إسلامية. وليس لنا علاقة بنيجيريا، ونحن لا نؤمن بهذا الاسم". وأظهر التسجيل المصور الأخير أن رسائل "شيكاو" وتركيزه، متعارضة ومزيفة إلى حد كبير، وفقا لمراسل وكالة الأناضول.. غير أنه لم يذكر ما إذا كانت خلافته، هي جزء من دولة الخلافة التي أعلنها مؤخرا تنظيم "الدولة الإسلامية" في أجزاء من العراقوسوريا. وأفاد الموقع أن التسجيل المصور، "يظهر مشاهد من المجزرة التي ارتكبتها عناصر الجماعة ضد المدنيين العزل"، كما يظهر الفيديو، الذي وصفه بأنه "الأبشع" منذ أن بدأت بوكو حرام تقليد البث الدوري لرسائل مصورة "جنودا نيجيريين يفرون من مسلحين يدنون منهم". وأشار الموقع إلى أن زعيم الجماعة الإسلامية في نيجيريا، الذي وصفه ب"الزئبقي" استخدم مثل هذه اللقطات "لغرس انطباع بشأن تهديد شرس متهور لا يرحم، ويبدو أنه صمم الفيديو الحالي لجذب الحد الأقصى من الانتباه العالمي إلى جماعته، كما أن إعلانه لدولة الخلافة يذكرنا بأسلوب تنظيم (الدولة الإسلامية) السني، الذي أصبح في طليعة الجماعات الإرهابية الطائفية بعد إعلان مطامحه لتأسيس دولة إسلامية في العراقوسوريا". و"الدولة الإسلامية" هو تنظيم نشأ في العراق بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها مارس2011. وحاليا يسيطر هذا التنظيم المعروف إعلاميا ب"داعش" على مناطق واسعة في شرق سوريا وشمال وغرب العراق، وأعلن قبل نحو شهرين عن قيام "دولة الخلافة"، وأعلن زعيمه أبو بكر البغدادي، "خليفة"، طالبا من المسلمين مبايعته. وفي المقابل نفى، كريس أولوكولادي، المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية مزاعم شيكاو بالاستيلاء على جوزا، قائلا: لن نتنازل عن أي جزء من البلاد للإرهابيين". وكتب في تغريدة مساء أمس، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "هذا ادعاء فارغ"، وأكد أن "سيادة وسلامة أراضي الدولة النيجيرية لم تمس"..ومضى المتحدث قائلا: "أي مجموعة من الإرهابيين تدعي السيطرة على أي جزء من البلاد، لن يسمح لها بالإفلات من العقاب". وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها -رغم طابعها المتشدد- ضد ما تصفه ب"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. *وكالة أنباء الأناضول