كشفت وثيقة رسمية، حصلت عليها هسبريس، عن تورط جهاز المخابرات الجزائرية في توفير جميع التكاليف المادية وظروف التنقل والإقامة لمجموعة من الصحفيين المصريين، الذين قاموا بزيارة ميدانية لمخيمات تندوف خلال الأسبوع الأول من شهر يوليوز الجاري. الوثيقة تحمل توقيع سعيد العياشي، الرئيس الجديد لما يسمى اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، وهي هيئة تم إنشاؤها من طرف المخابرات الجزائرية لتمويل جميع أنشطة جبهة البوليساريو، حيث وجهها إلى المدعو إبراهيم غالي، سفير البوليساريو في الجزائر، يخبره فيها بالتكلف بجميع مصاريف زيارة الوفد الصحفي المصري للمخيمات. وورد في رسالة رئيس الهيئة الجزائرية، التي تنشرها هسبريس، أنه "تبعا لما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعنا الأخير حول موضوع زيارة وفد الصحفيين المصريين إلى مخيمات تندوف، أعلمكم أنه تمت الموافقة على التكفل بجميع مصاريف الزيارة". وطالب رئيس اللجنة المنشأة من طرف المخابرات الجزائرية من سفير الانفصاليين بالجزائر، بالعمل على "إنجاح زيارة الصحفيين المصريين"، مضيفا أنها "زيارة يُعول عليها كثيرا قصد كسر ما سماه الحصار المفروض إعلاميا على القضية الصحراوية داخل الدول العربية"، وفق تعبير الوثيقة. ويبدو أن العبارة الأخيرة من وثيقة الهيئة التابعة لجهاز الاستخبارات الجزائرية تفسر إلى حد بعيد الحملة الإعلامية غير المسبوقة من لدن صحف ووسائل إعلام مصرية، اهتمت فجأة بقضية نزاع الصحراء، واحتفت كثيرا بحوارات مع زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، ووصفته تارة "برئيس الصحراء"، وتارة بأقدم رئيس في إفريقيا. وتؤكد الوثيقة إلى أي مدى تعمل المخابرات الجزائرية، عن طريق هيئات ولجان تؤسسها لتنفيذ أجندتها، على تشويه وتسويد سمعة المغرب في العالم، وهذه المرة عن طريق الصحافة المصرية، التي حل وفد منها بمخيمات تندوف عقب زيارة سابقة للرئيس، عبد الفتاح السيسي، للجزائر كأول دولة يزورها بعد تنصيبه رئيسا لبلاد الكنانة. وجعلت جرائد مصرية، بعد استكمال زيارة صحفييها لمخيمات تندوف، من نفسها أبواقا لجبهة البوليساريو الانفصالية، وخاصة لزعيمها محمد عبد العزيز الذي وجدها فرصة سانحة من أجل إبراز ولائه للسيسي، وتهديده بحمل جبهته للسلاح وشن حرب على المغرب في أي وقت" وفق ما ورد في صحيفة روز اليوسف. وأما صحيفة "اليوم السابع" فلم تجد غضاضة في نشرها، عبر موقعها الإلكتروني، لتسجيلات تبرز ما اعتبرته كفاءات مقاتلي وجنود البوليساريو"، بينما تحدث ريبورتاج نشرته أخيرا جريدة "المصري اليوم" عن200 ألف عربي يعيشون مأساة إنسانية في صحراء "تندوف"، بعد دخول المغرب أرضهم قبل 39 عاماً". وكتب صحفي "المصري اليوم" قائلا: "لم أكن أعلم، ومثلي غالبية الصحفيين الذين سافروا، أن الجمهورية الصحراوية برئيسها وبرلمانها ووزرائها متواجدون فوق الأراضي الجزائرية، وأن ما يزيد على 80 دولة تعترف بها"، مضيفا أن "المنظمات الإسلامية والعربية غائبة تماماً عن هذا الشعب الذي العربية بلهجة واضحة، هي "الحسانية" المنتشرة في موريتانيا واليمن، ويدين بالإسلام.