في الوقت الذي تمتنع فيه الجزائر باصرار عن تمكين مفوضية غوث اللاجئين من إجراء إحصاء لساكنة مخيمات العار بتندوف, تحمست المخابرات الجزائرية لمشروع إستقبال وتوفير جميع تكاليف تنقل وإقامة وفد من الصحفيين المصريين بنفس المخيمات طيلة الأسبوع الأول من شهر يوليوز الجاري . منذ أن قام نهاية يونيو الماضي الرئيس الجديد المصري الجديد عبد الفتاح السيسي بأول زيارة له منذ تنصيبه خارج مصر الى العاصمة الجزائرية ترددت معلومات متواترة عن دور قذر تلعبه المخابرات الجزائرية لتسويد صورة المغرب و سمعته في أرض الكنانة التي توجد في الوقت الراهن في أمس الحاجة الى الغاز الجزائري و معه المخططات العسكرية الكفيلة بتأمين حدود مصر مع ليبيا ضد المد الارهابي . المشير السيسي الذي هدد في عز حملته الرئاسية باكتساح الجزائر في ثلاثة أيام فتح منذ فترة أبواب مصر لغزوات جزائرية متكررة القاسم المشترك بينها هو الاساءة للجار المغربي . مصر تخلت للجزائر مقابل الغاز و عودة سريعة الى أحضان الاتحاد الافريقي الذي يتحكم في خيوطه محور الجزائر /بريتوريا عن قيادة العمليات العسكرية لاجتثات الارهاب القاعدي بحدود البلدين و في المقابل جيشت إعلامها المقرب من قصر العروبة الرئاسي بالقاهرة للاساءة و التحريض ضد المغرب و ضد مؤسساته . مجموعة من الصحف المصرية المعروفة دوليا و مباشرة بعد زيارة السيسي للجزائر أجرت في سابقة في تاريخ الصحافة المصرية حوارات مع زعيم جبهة الانفصاليين و فسحت له المجال في أوقات و تواريخ متزامنة و متقاربة ليعلن من جهة ولاءه للمشير السيسي و يهدد على عادته بحمل السلاح ضد المملكة . مجلة اليوم السابع ذهبت بعيدا في الاهتمام الاعلامي المفاجىء بمخيمات تندوف و نشرت في موقعها الالكتروني أشرطة تستعرض « كفاءات « ميليشيات البوليساريو المسلحة . قبل أيام تجرأت مذيعة مصرية تدعى آماني الخياط و تشتغل في قناة تلفزية مملوكة لرجل الأعمال الملياردير القبطي نجيب ساويرس على التهجم مباشرة على المغاربة و ملكهم و إنتقدت بشدة دور المملكة المغربية تجاة القضية الفلسطينية قبل أن تعود يوما بعد ذلك لتقديم إعتذار متلفز على نفس القناة فيه الكثير من اللعب بالكلمات . السؤال الجوهري هو ما سر هذا التحامل المصري المفاجىء على المملكة ؟ لا تبحثوا عن الجواب بعيدا فجارتنا الجزائر التي أصيبت منذ أشهر بنوبة سعار غير مسبوقة ضد كل ما يمث للمغرب بصلة تحرك الكثير من الخيوط القارية و حتى الدولية لعزل الرباط في أقصى هامش الفعل الدولي. عندما سائلنا حكومة السيد بن كيران و وزارة خارجيته قبل قرابة الشهر هل تعي ما يقع حول المملكة من مستجدات و أحداث سياسية تزيد من عزلة فلم نكن ننطلق من فراغ لأن ما يحاك حوالينا من مؤامرات خسيسة أكبر من أن تستوعبه مجرد فقرات مقالات مستاءة.