واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، تسليط الضوء على المبادرات والجهود المكثفة المبذولة، عربيا وإقليميا، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دخل فصلا جديدا من التصعيد خاصة مع الهجوم البري الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، علاوة على تطرقها لتداعيات الوضع الأمني المتدهور في كل من العراقوسوريا على بلدان الجوار وخاصة لبنان. وهكذا، اهتمت الصحف المصرية بالتحركات التي تباشرها القاهرة في محاولة للتوصل إلى هدنة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث لاحظت يومية (الأهرام)، في مقال لها تحت عنوان "مصر تكثف جهودها لحقن دماء الفلسطينيين"، أن فرنسا وإيطاليا "تدعمان مواقف القاهرة لإنهاء الأزمة ... وأوباما يؤيد نتنياهو"، مذكرة بأن عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا مع بدء الاجتياح الإسرائيلي البري للقطاع وصل إلى 51 شهيدا. وخصصت صحيفة (المصري اليوم) مقالها الرئيسي للحديث عن العدوان على قطاع غزة من زاوية التجاذب الدبلوماسي بين مختلف الأطراف المتدخلة فيه، حيث قالت الصحيفة "إن جماعة +الإخوان المسلمون+ تدخلت، بالتنسيق مع قطر وتركيا، لقطع الطريق أمام المبادرة المصرية". واختارت يومية (الشروق) أن تبرز ما آل إليه العدوان الإسرائيلي على غزة من خسائر فادحة في الأرواح حيث نشرت صورة لجنازة جماعية في صدر صفحتها الأولى، مشيرة، في ذات السياق، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو "يهدد بتوسيع العمليات ... والمقاومة تعد بالمواجهة ... وتطلق 50 صاروخا على الأراضي الإسرائيلية". واهتمت الصحف الأردنية بالهجوم البري الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بذريعة رفض فصائل المقاومة الفلسطينية المبادرة المصرية للتهدئة. ففي مقال بعنوان "الدبلوماسية في سباق مع الدبابات الإسرائيلية"، تساءلت صحيفة (الغد) عما إذا كانت المبادرة المصرية متجاوزة ¿، مضيفة أن "ثمة من يعتقد ذلك، فالمبادرة تضمنت بندا رئيسا واحدا، وقف فوري لإطلاق النار من الطرفين، الموقف اختلف في الميدان حاليا، فالمواجهة لم تعد بين طائرات تقصف غزة وصواريخ المقاومة، هناك على الأرض قوات برية إسرائيلية تجتاح القطاع، وتتوغل في العمق، وقد أعلن نتنياهو، أمس، أن العملية العسكرية ستتوسع بشكل كبير". وأضافت، في هذا السياق، أن "المبادرة تقادمت، وينبغي تعديلها لتتضمن بندا يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع"، مشيرة إلى أنه قبل أن يتوسع العدوان، "كانت (حماس) ومختلف فصائل المقاومة في غزة قد رفضت المبادرة، وطلبت تعديلات جذرية عليها (..) وبينما كانت الاتصالات الدبلوماسية تنشط لمعالجة التحفظات الحمساوية على المبادرة، سارعت إسرائيل إلى استثمار رفض (حماس) لها بتوسيع العدوان على غزة واجتياح القطاع بأرتال من الدبابات"، مؤكدة أن فصائل المقاومة، وفي ضوء التطورات الخطيرة، ستصعد من لهجتها ومواقفها حيال الجهود الدبلوماسية لتطبيق المبادرة المصرية. من جهتها، اعتبرت صحيفة (السبيل) أن إسرائيل مضطرة، في ضوء نجاح المقاومة بما أنجزته وبما حدث للكيان الإسرائيلي من انهيار سياسي ومعنوي، تمثل في الخوف والهلع الشعبي، أن تلجأ لطلب الوساطة من كل أنحاء العالم، لتحقيق هدنة تضمن وقف إطلاق الصواريخ. وأضافت أن الكل بدأ التحرك بطريقته لإيقاف هذا الانهيار غير المسبوق لمعنويات إسرائيل ممثلا بحكومتها ومجتمع المستعمرين : النتيجة الأخرى أن ما حصل في غزة سيغير الصورة الهزيلة والضعيفة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية إلى صورة النصر. من جانبها، كتبت صحيفة (الدستور) أنه "بكل وقاحة وصلفº خرج نتنياهو ليحمل (حماس) مسؤولية الضحايا الذين سيسقطون في قطاع غزة، جراء العملية البرية التي أعلنها مساء الخميس، وبالطبع لأنها رفضت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار"، معتبرة أن "هدف المبادرة كان، أولا من حيث الإخراج، وثانيا من حيث المضمون، هو إذلال (حماس) ودفعها إلى الاستسلام، ومعها برنامج المقاومة برمته". وأضافت أنه "ما كان ل(حماس) أن تقبل المبادرة بما ينطوي عليه ذلك من فرض للاستسلام على كل الشعب الفلسطيني، فضلا عما سيتبع ذلك من تفكيك لقدراتها العسكرية التي راكمتها طوال سنوات من الكد والجهد، وكل ذلك من أجل حشر القضية في إطار من التفاوض العبثي". وأولت الصحف القطرية اهتمامات بالاتصالات المكثفة التي تقوم بها القيادة القطرية حاليا مع عدد من العواصم العربية والدولية، مبرزة أنه جرى، خلال الاتصالات التي تلقاها أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزر الخارجية خالد العطية، استعراض آخر تطورات الوضع في قطاع غزة، وبحث السبل الكفيلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في قطاع غزة. ففي افتتاحيتها تحت عنوان "قطر قبلة لجهود التهدئة في غزة"، قالت صحيفة (الشرق) "إن الاتصالات الكثيفة التي ظلت تتلقاها دولة قطر خلال الأيام الماضية، فيما يتصل بالجهود الجارية لبحث السبل الكفيلة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي، تكشف بجلاء عن الثقل الذي تتمتع به قطر في المنطقة، وخصوصا دورها البارز في حل النزاعات الإقليمية والمساهمة في إقرار السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي". وفي قراءتها للاتصالات التي تقوم بها الدوحة، كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، أن "قطر لن تساوم على حقوق الشعب الفلسطيني ولن تفرط فيهاº لأنها تعمل من أجل قضية تاريخية عادلة"، مؤكدة أن أي مبادرة تهدئة لا تعمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي ولا ترقى لأدنى مقومات القبول وموافقة المقاومة الفلسطينية في غزة التي تدافع عن الشعب الفلسطيني، "تعتبر غير صالحة ولا يجوز طرحها أو مناقشتها ما دامت لا تعمل على حماية الفلسطينيين وإنهاء الحصار الظالم وحل قضية الأسرى في سجون الاحتلال". وانتقدت صحيفة (الوطن) موقف الإدارة الأمريكية من العدوان الإسرائيلي على غزة، مبرزة أن "التعبير عن القلق، وحده، فيما أطفال غزة يتلظون في الجحيم الإسرائيلي، هو تعبير أقل ما يقال عنه، إنه تعبير خائب، لا يلجم وحشية إسرائيل، ولا يهدهد طفلا واحدا مرعوبا، ولا يحفظ روحا، ولا يمنع الدم أن يسيل، ولا يمكن بالتالي أن يحقق سلاما لا يبين في الأفق المضرج بالدم، ولا يتراءى إطلاقا". بدورها، واصلت الصحف السودانية اهتمامها بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث كتبت صحيفة (الانتباهة) أن "سباق الأحداث كله يؤكد صمود غزة وأهلها واستبسالها المجيد، فالدرس الذي تعطيه حركة (حماس) وفصائل المقاومة الفلسطينية الآن، هو ما قررته المعاني الإلهية والناموس الكوني الدقيق، أن ثبات الفئة القليلة المؤمنة المحتسبة الواثقة بوعد الله غير المكذوب، هو المدخل الوحيد للانتصار، وأن زيادة الإيمان بعدم الخشية من تكاثر قوة العدو يخلعه نصر من الله وفتح قريب .. وحين تتجلى هذه المعاني وتتسق مع راهن الحال، فإن خروج الأمة من أجداث الأنظمة ورمس الماضي وحوائطه، يجعل من غزة الآن بوابة ضخمة، يستعاد بها المجد المؤثل وتتضح بها الشائكات". وتحدثت صحيفة (التغيير) عن تنظيم مئات السودانيين، أمس داخل أسوار المسجد الكبير بالعاصمة الخرطوم، عقب صلاة الجمعة، لمظاهرات احتجاجا على الغارات والهجمات البرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وتناولت صحيفة (الصحافة)، من جهة أخرى، موضوع الاقتتال القبلي في السودان وما له من آثار، ملاحظة أن المواجهات القبلية خاصة في دارفور وكردفان "تزايدت حدتها بصورة مزعجة تجاوزت كل القوانين والأعراف والأخلاق مما دفع بالحكومة إلى القيام بعدة محاولات والتحركات، وكذا بعض الهيئات كجماعة أنصار السنة المحمدية بهدف وضع حد لتلك الصراعات والاقتتال القبلي المؤلم الذي أخر البلاد كثيرا وجر عليها سيلا من التدخلات الدولية". وتطرقت صحيفة (اليوم التالي)، في السياق ذاته، إلى النزاع في بطون قبيلة المسيرية (اولاد عمران) بغرب كردفان، على مبادرة تقدمت بها قبيلة الرزيقات لإنهاء الصراع بينهما من خلال اعتماد أسلوب الحوار ووقف التصعيد الذي خلف عشرات القتلى من القبيلتين في الآونة الأخيرة جراء خلاف حول أرض توجد بالقرب من حقول النفط. وفي لبنان استأثر اهتمام الصحف المحلية بخطة الطريق التي اقترحها أمس زعيم (تيار المستقبل) سعد الحريري للخروج بلبنان من أزمته السياسية وحمايته من تداعيات الوضع الأمني المتدهور في كل من العراقوسوريا. وهكذا، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن سعد الحريري "حدد العناوين الأساسية التي تشكل، بنظره، خريطة الطريق لحماية لبنان، ومن أبرز هذه العناوين : انتخاب رئيس جديد للجمهورية، انسحاب (حزب الله) من سوريا، مواجهة الإرهاب باعتباره مسؤولية وطنية وليس مسؤولية جهة واحدة أو طائفة بعينها، والالتزام باتفاق الطائف". وأضافت أن الحريري "أكد عبر هذه العناوين على ربط النزاع مع (حزب الله)، والذي كانت شددت عليه أمانة 14 آذار/مارس في اجتماعها الأخير، خصوصا لجهة قتاله السوري، كما رد على مبادرة رئيس تكتل (الإصلاح والتغيير) العماد ميشال عون من دون أن يسميه من خلال رفض مبادرات تشكل خروجا عن اتفاق الطائف، على غرار اقتراح انتخاب رئيس من الشعب". وعلقت (السفير) على الموضوع قائلة "إن خطاب سعد الحريري الرمضاني، إلى جمهوره اللبناني، عبر الشاشة، من مدينة جدة السعودية، لم يأت بأي مبادرة تضع لبنان على سكة إنهاء الشغور الرئاسي .. لا بل إنه كان حاسما، من خلال (خريطة الطريق) التي أعلنها ليؤكد أن لا انتخابات نيابية إذا لم تسبقها انتخابات رئاسية، واضعا أي مشروع لفتح صناديق الاقتراع النيابية قبل الرئاسية، في خانة دخول لبنان في سيناريو انهيار تام للدولة". وأشارت إلى أنه "وإذا كان الهجوم على (حزب الله) وتحديدا دوره السوري، أمرا بديهيا، فإن الحريري اعتبر أن جعل رئاسة الجمهورية رهينة الاقتراع الطائفي والمحميات المذهبية هو ضرب من ضروب المغامرة بصيغة المشاركة الوطنية وبقواعد المناصفة التي كرسها (الطائف) والتي لا نجد لها بديلا، مهما تبدلت الظروف والمعادلات"، مبرزة أن كلام الحريري "شكل ردا غير مباشر على مبادرة العماد ميشال عون الأخيرة بدعوته للاستعداد لاحتمال الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، ودعوته أيضا لانتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب على مرحلتين، مسيحية تفرز مرشحين مارونيين، ووطنية تحدد هوية الرئيس المقبل". وسجلت (اللواء ) أن "مصادر سياسية لاحظت أن خطاب الحريري لم يتطرق إلى المسألة المالية، ولا إلى موضوع تعطيل عمل الحكومة، وإن كان أعلن صراحة أنه لم يعد يستطيع أن يتفرج على تعطيل النصاب في المجلس النيابي، بحجة غياب التوافق المسيحي، لكن هذه الإشارة جاءت في سياق تأكيده على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية. وعلقت أن الحريري "الذي اكتفى بطرح عناوين لخارطة الطريق، من دون طرح مبادرة، انتقل إلى خطوة عملية تسريع انتخاب رئيس الجمهورية، عندما كشف أنه سيبدأ مشاورات مع حلفائه في قوى 14 آذار وحوارات مع مختلف القوى السياسية خارج 14 آذار، عنوانها البحث عن طريقة لإنهاء حال الشغور في رئاسة الجمهورية بأسرع وقت ممكن".