جدد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، التذكير بفضل حكومته على المغاربة بإخراجهم من عنق الزجاجة، إبان الحراك الاجتماعي الذي اتسم بالعديد من الاحتجاجات التي شهدتها المملكة في سنة 2011، وقادتها حينئذ حركة 20 فبراير في عدد من مدن البلاد. وقال بنكيران، مساء الثلاثاء، خلال الجلسة المشتركة بين مجلسي النواب والمستشارين التي خصصت لعرض حصيلته المرحلية، إن حكومته "نزلت بردا وسلاما على المغرب، وهدأت شوارعه وبقيت هادئة إلى اليوم"، مشيرا إلى أن "الشوارع كانت قبل سنتين ملتهبة"، وهو ما اعتبره من أهم إنجازات الحكومة التي أخرجت البلاد من مرحلة حرجة. ورافق تقديم رئيس الحكومة لحصيلته التي جاءت حسبه إيجابية تكرس سياسة "الإصلاح في إطار الاستقرار"، احتجاجات من قبل عدد من البرلمانيات والمستشارات على خلفية تصريحاته التي وصف فيها المرأة بالثريات التي انطفأت البيوت بخروجها للعمل. ورفعت المحتجات في الجلسة البرلمانية الليلية، لافتات تستنكر "احتقار" رئيس الحكومة للنساء من قبيل "كفى استهتارا بحقوق النساء"، "وكفى خرقا لحقوق النساء"، وذلك بالتزامن مع كل حديث لرئيس الحكومة عن جوانب حصيلته في مجال حقوق الإنسان، وحقوق المرأة. وتطرق بنكيران إلى ما اعتبرها أبرز منجزات حكومته، متمثلاة في النموذج المغربي الذي أصبح أكثر تميزا وإشعاعا بقيادة الملك محمد السادس، معتبرا إياه "اضطلع بدور مفصلي في صيانة هذا النموذج وتعزيز الاستقرار، لأن ذلك من عناصر القوة والنجاح التي مكنت بلادنا من تجاوز الربيع الديمقراطي، واستطاعت التجربة الحكومية تجاوز الخريف العربي الذي لم يقل خطورة عنها". وبعدما شكر الشعب المغربي على صبره على الزيادات التي طالت المحروقات، أشار بنكيران إلى أن "التجربة المغربية تجاوزت المطبات التي وضعت لها"، معللا ذلك بأمرين أولهما "سلسلة من القرارات والتدابير والإجراءات الصعبة والمسؤولة، والثاني "الإجراءات الصعبة التي تطلبت شجاعة خاصة". وشدد بنكيران في هذا الاتجاه على ما اعتبره "النجاح التدريجي للنموذج المغرب المبني على إنتاج ثقافة سياسية رافضة للتحكم والإقصاء، تقوم على التعاون مع المؤسسات عوض التنازع في ما بينها"، موضحا أن "حكومته لم تتصرف بمنطق التخوف من عواقب القرارات السياسية، لأنها تتخذ القرار حتى ولو كانت نتائجه سلبية". ومن جهة ثانية جدد عبد الإله بنكيران التأكيد على إشراف رئاسة الحكومة سياسيا على الانتخابات، بالتأكيد أنه "لأول مرة يبدأ الاستعداد للانتخابات قبل ذلك بسنة وبإشراف مباشر لرئيس الحكومة"، قبل أن يعلن تقديم تفويض الاشتغال عليها لوزير الداخلية محمد حصاد. كلام رئيس الحكومة قوبل باستغراب من طرف فرق المعارضة، الأمر الذي دفع بنكيران للتساؤل "هل رئيس الحكومة لا يعجبكم"، قبل أن يجبهم "لي عاجبهم رئيس الحكومة بصحتهم ولي ما عجبوهم يصبروا".