أعلنت كل من مجموعة هولسيم السويسرية ولافارج الفرنسية، العاملتين في قطاع صناعة الإسمنت، عن خطة للتخلي عن مجموعة من استثماراتهما في عدة دول عبر العالم، من ضمنها المغرب. ولم تكشف المجموعتان عن الوحدات الصناعية التي سيشملها قرار التفويت في المغرب، الذي تسيطر فيه على 55% من حصة سوق الإسمنت. ويأتي الإعلان عن هذه الخطة عقب كشف المجموعتين، قبل أقل من 3 أشهر، عن عقد صفقة من طرف هولسيم لشراء مجموعة لافارج الفرنسية، من خلال الأسهم، لتأسيس أكبر مجموعة صناعية عاملة في إنتاج للاسمنت في العالم، بمبيعات مجمعة تقدر بنحو 32 مليار أورو. وكانت هولسيم ولافارج قد أعلنتا في وقت سابق أنهما ستبيعان أنشطة بقيمة بين 10% و15% من الأرباح، قبل حساب الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين لتهدئة المخاوف بشأن الاحتكار. وتقضي الصفقة، التي ستتم في الفصل الأول من سنة 2015، بحصول كل مساهم في لافارج على سهم في هولسيم مقابل كل سهم بحوزته، وسيكون مقر الشركة الجديدة في سويسرا، وتدرج أسهمها في بورصتي زوريخ وباريس. وستسيطر هولسيم على حصة 53% من المجموعة الجديدة الذي تقدر قيمتها بنحو من 60 مليار دولار، بينما تسيطر لافارج على 47%. وجاء قرار المجموعة الجديدة بالتخلي عن مجموعة من وحداتها الصناعية، وتفويتها لمستثمرين محتملين، في إطار رغبتها خفض التكاليف وتقليص ديون الشركتين، والتعامل على نحو أفضل مع ارتفاع أسعار الطاقة واحتدام المنافسة الشرسة، وضعف الطلب الذي أضر بالقطاع منذ الأزمة الاقتصادية في سنة 2008. وتأمل المجموعتان أن يقود الاندماج إلى توفير 1.4 مليار يورو سنويا على مدى ثلاثة أعوام، بفضل اقتصاديات الحجم وكفاءة تشغيل أعلى وخفض تكلفة التمويل، عبر تفويت مجموعة من أصولها في أوربا وكندا والبرازيل بقيمة تبلغ 3.5 مليار أورو.