عادت الطمأنينة إلى نفوس ساكنة مدينة القصر الكبير الوديعة، خاصة أسرة الطفل "م.ز"، البالغ من العمر 12 عاما، بعد أيام من الفزع حول مصير الطفل بعد أن تم اختطافه يوم الاثنين الماضي من طرف عصابة، قبل أن يتم العثور عليه اليوم الخميس، ويتبين أن "العصابة" ليست سوى شقيقين لديهما معرفة بوالد الطفل. أربعة أيام هي إذا المسافة الزمنية التي فصلت بين يوم اختطاف الطفل بطريقة "هيتشكوكية" بالقصر الكبير، واليوم الذي استطاعت فيه عناصر الشرطة تحديد مكان احتجاز الصغير المختطف، وتحريره بعد أن تم القبض على أحد التجار بسوق سبتة، والذي دل المحققين على المنزل المتواجد بحي بلعباس. ومثل أي فيلم سينمائي محبك القصة ومليء بالإثارة، كانت العصابة قد طالبت أسرة الطفل بفدية مالية قدرها 5 ملايين سنتيم، قبل أن يعاود أحد المختطفين للطفل الاتصال بوالد الطفل عبر الهاتف ليطلب منه فدية قدرها 50 مليون سنتيم مقابل إطلاق فلذة كبده، والذي اختطفوه عن طريق سيارة مؤجرة وأقنعة أخفوا بها ملامحهما. وفي هذا الصدد، أفادت ولاية أمن تطوان أن الشرطة تمكنت من تحديد مكان تواجد الطفل القاصر الذي تم اختطافه من الحي السكني الذي يقطن به بزنقة "بلاد القلة" بالقصر الكبير من قبل أشخاص مجهولين، حيث عُثر عليه في وضعية صحية عادية داخل مسكن في طور البناء بضواحي مدينة القصر الكبير. وأضاف ذات المصدر بأن مصالح قامت بإجراء مجموعة من الأبحاث الميدانية والتحريات التقنية التي مكنت من تشخيص هوية المشتبه بهما وتوقيفهما زوال اليوم بمدينة القصر الكبير، وهما شقيقان يبلغان من العمر على التوالي 33 و 20 سنة، يعملان في محل تجاري مقابل للمحل التجاري المملوك لوالد الضحية. واستطرد المصدر الأمني بأن اعترافات المشتبه بهما مكنت من تحديد مكان احتجاز الطفل القاصر، الذي تم العثور عليه في منزل في طور البناء، دون أن تظهر عليه آثار بارزة للعنف، حيث تم نقله إلى المستشفى الإقليمي بالقصر الكبير، من أجل إخضاعه لخبرة طبية. ويبدو أن الشقيقين، اللذين يعملان بالقرب من محل التجارة لوالد الضحية، ولهما معرفة مسبقة بهذا الأخير، قد عمدا إلى التخطيط لاختطاف الطفل القاصر، واحتجازه للمطالبة بفدية مالية، وذلك بسبب المشاكل المالية التي يعانيان منها.