أكد التقرير السنوي لبنك المغرب أن القارة الإفريقية ظلت خلال السنوات الخمس الأخيرة، الوجهة المفضلة للاستثمارات المباشرة للمغرب في الخارج، بحصة تصل في المتوسط إلى 59 في المائة. وأفاد تقرير البنك المركزي أن حجم هذه الاستثمارات في سنة 2013 سجل تراجعا إلى 1,2 مليار درهم، مقابل 1,6 مليار في 2012 و4,4 مليار كحد أقصى بلغته في 2010. وجاء في التقرير أن معظم هذه الاستثمارات "أنجزت في ساحل العاج بقيمة 900 مليون درهم في 2012 و844 مليون في 2010، في حين بلغت تلك الموجهة لمالي 1,6 مليار في 2009 و2010. وحسب القطاعات، يورد التقرير، تركزت هذه الاستثمارات في المقام الأول على القطاع البنكي، بحصة تصل في المتوسط إلى 53 في المئة و75 في المئة كحد أقصى في 2012. وبدوره، استقطب قطاع الاتصالات استثمارات بقيمة 1,8 مليار درهم في 2010 و2 مليار في 2011. ومنذ سنة 2012، بدأت هذه الاستثمارات في التوسع لتشمل بلدانا إفريقية أخرى وقطاعات جديدة، خاصة قطاعي العقار والتأمين. وبالرغم من التحسن الملموس والمتواصل لمبادلات المغرب مع دول جنوب الصحراء خلال العقد الأخير، إلا أن خبراء بنك المغرب أكدوا أنها ظلت في مستويات ضعيفة نسبيا. وجاء في التقرير السنوي لبنك المغرب حصة هذه المنطقة ضمن التجارة الخارجية للمغرب بلغت 2,6 في المائة سنة 2013، مقابل 3,8 في المائة بالنسبة لشمال إفريقيا و11,9 في المائة لأمريكا و18,8 في المائة لآسيا و61,6 في المائة لأوروبا. وأورد بنك المغرب أن الصادرات المغربية نحو بلدان هذه المنطقة نموا كبيرا، حيث بلغت 11,6 مليار درهم بدلا من 5,2 مليار في 2009 و2,2 مليار في 2003. وشكلت بذلك 6,3 في المائة من إجمالي الصادرات المغربية في 2013. حيث استهدفت هذه الصادرات بالأساس بلدان غرب إفريقيا، خاصة السنغال بحصة 17 في المائة، وموريتانيا بحصة 10 في المائة وساحل العاج وغينيا بحصة 8 في المائة لكل منهما. وسجل التقرير السنوي تغيرا في بنية هذه الصادرات بشكل جوهري منذ سنة 2003، حيث تراجعت حصة المواد الغذائية من 54,2 في المائة إلى 33,9 في المائة، فيما انتقلت حصة المنتجات نصف المصنعة، لاسيما الأسمدة، من 11,6 في المائة إلى 20,1 في المائة. ولم تعرف حصة المواد المصنعة للاستهلاك والتجهيز تغييرات كبرى، حيث بلغت 12,6 في المائة و11,7 في المائة على التوالي. إلى جانب ذلك، ومنذ 2012، أصبحت المنتجات الطاقية تمثل ما يفوق في المتوسط خمس الصادرات المغربية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، يورد التقرير السنوي الذي أردف أنه فيما يخص الواردات، فلم تتجاوز قيمتها 2,8 مليار في 2013، وهي قادمة في معظمها من جنوب إفريقيا ونيجيريا على شكل منتجات طاقية بالأساس.