أكدت مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، أن المغرب يمكنه الاضطلاع بدور هام في الارتقاء بالمبادلات الاقتصادية الإفريقية، وذلك بالاعتماد على إستراتيجية تعاون ذات بعد ثلاثي، وأضافت المديرية في دراسة تحت عنوان "العلاقات بين المغرب وإفريقيا: طموح بلوغ حدود جديدة"، أن هذه الإستراتيجية يمكنها أن تساهم في وضع مشاريع تنموية رهن إشارة البلدان الإفريقية، والتي تهم أساسا البنية التحتية والخبرة وتجارب المقاولات المغربية. وتابعت أن الأمر يتعلق بإستراتيجية بعيدة المدى، لاستباق التطورات الإيجابية ودينامية التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تلوح في الأفق بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وأشارت إلى أن الفرص المتاحة في إطار التعاون "الثلاثي" والتي تروم بشكل خاص توجيه أموال المساعدات الدولية لتمويل مشاريع البنية التحتية في أفريقيا، يمكنها أن تشكل نقطة ارتكاز في تجاه تكثيف العلاقات الاقتصادية بين المغرب وبلدان القارة، وتطرقت الدراسة لمجموعة من مميزات العلاقات المغربية الإفريقية همت كل من المبادلات التجارية ، والإطار القانونية وكذا الفرص المتاحة للعرض التصديري المغربي ومعيقات تطور التجارة مع البلدان الإفريقية. وأفادت الدراسة أنه خلال الفترة 2003-2013، سجلت المبادلات التجارية بين المغرب وإفريقيا تزايدا بنسبة 13% في المتوسط، يقارب 36 مليار درهم في عام 2013، وهو ما يمثل حوالي 6.4% من حجم المبادلات التجارية المغربية مع الخارج مقابل 4.6%سنة 2003. وأضافت الدراسة أنه خلال الفترة نفسها، ارتفعت صادرات المغرب إلى إفريقيا ب16 بالمائة في المتوسط مسجلة 16.3 مليار درهم، ممثلة بذلك 8.8 % من مجموع الصادرات مقابل 4.2 % في 2003. وفي المقابل، زادت الواردات بنسبة 12% كمعدل سنوي لتستقر في 19.8 مليار درهم في 2013، أي بحصة 5.2%من مجموع الواردات، وتظهر بنية الواردات أن الوزن المهم لمشتريات الطاقية (60بالمائة في 2013). وأكدت الدراسة أنه بالرغم من هذا التطور فإن الحصة الأكبر للمبادلات التجارية للمغرب مع إفريقيا تتم مع بلدان شمالها، ممثلة بذلك 60 بالمائة سنة 2013، خصوصا مع الجزائر (35%)، في حين شكلت التجارة مع إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 40 بالمائة خلال 2013، وعزت الدراسة ذلك إلى كون واردات المغرب الطاقية من الجزائر لازالت تهمين على بنية الواردات، إذ بلغت 10 مليار درهم سنة 2013، أي ما يعادل 53 بالمائة من إجمالي الواردات من القارة. وأضافت الدراسة أن التجارة مع إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى شهدت زيادة كبيرة على مدى العقد الماضي، وسجلت 14.4 مليار درهم سنة 2013 مقابل 4.7 مليار درهم في عام 2003، بمتوسط معدل نمو سنوي قدره 12%، إذ سجلت الصادرات إلى أفريقيا جنوب الصحراء 11.7 مليار درهم سنة 2013 مقابل 2.2 مليار درهم في 2003، مسجلا معدل نموسنوي 18%. وارتفعت كذلك حصتها من إجمالي صادرات المغرب إلى 6.3 بالمائة سنة 2013 مقابل 2.7بالمائة في 2003، وبقيت الواردات من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى محدودة، ووقفت عند 2.8 مليار درهم في 2013 مقابل ذروة بلغت 4.5 مليارفي 2010 وبمعدل 3.6 مليار درهم على مدى عشر سنوات ، وهي تمثل 0.7 بالمائة فقط من إجمالي واردات المغرب في عام 2013. وأظهرت الدراسة أن الزبائن الرئيسيين للصادرات نحو إفريقيا هم أساسا من غرب إفريقيا بنسبة 67 بالمائة (السنغال بحصة 17? ، وموريتانيا 10%)، وكوت ديفوار (8.1%)، غينيا (8%)، نيجيريا (7.7%)، وغانا (7.3%)، وأنغولا (4.8%) وغينيا الاستوائية (3.9%). أما الموردين الرئيسيين (جنوب أفريقيا 23.2 بالمائة)، ونيجيريا (22.6%)، وغانا (7%)، الغابون (6.6%)، وكوت ديفوار (6.2%) وغينيا (4.3%).