لم تكد العلاقات بين المغرب وفرنسا تركن قليلا إلى الهدوء، بعد وقائع سابقة عكرت صفو سماء البلدين وأججت التنافر الدبلوماسي بينهما، حتى اندلعت واقعة جديدة اعتبرها المغرب "تتنافى مع روح الصداقة والتقدير" بين البلدين، وهو ما يفتح العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس على جميع الاحتمالات. وأدانت المملكة، اليوم الخميس، ما سمته "الاعتداء المعنوي الجبان الذي كان ضحيته الجنرال دوكور دارمي، عبد العزيز بناني، أمس في غرفته بالمستشفى الباريسي "فال دو غراس" من قبل مصطفى أديب، الضابط السابق في الجيش المغربي. وأعرب محمد ياسين المنصوري، المدير العام لمديرية الدراسات والمستندات، عن استياء المملكة الشديد، عند استقباله لسفير فرنسابالرباط، شارل فري، لما حدث للجنرال عبد العزيز بناني، الذي يقضي منذ أيام خلت فترة علاجه في المستشفى الباريسي. وباشر المغرب في شخص سفيره بباريس، شكيب بنموسى، في اليوم نفسه، إجراءات للتنديد بهذا التصرف لدى وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، حيث اعتبرته السلطات المغربية "تصرفا بالغ الخطورة من حيث طابعه المستفز والمهين تجاه شخصية مغربية سامية تخضع للعلاج بمستشفى عسكري فرنسي". وتقدم السفير المغربي للجانب الفرنسي بتساؤلات حول "التساهل الذي يستفيد منه بعض الأشخاص المعروفين بسوابقهم، في إشارة إلى مصطفى أديب، و"الذي لا يمكنه إلا أن ينعكس سلبا على العلاقات المغربية الفرنسية". وردا على تنديد المغرب بما حدث من "اعتداء معنوي" للجنرال عبد العزيز بناني، عبرت السلطات الفرنسية عن "تأثرها البالغ إزاء ما حدث"، معلنة أنها "ستفتح تحقيقا على الفور تحت إشراف وزارة الدفاع". وسبق للضابط السابق مصطفى أديب أن حكمت عليه المحكمة العسكرية بالرباط سنة 1999 بالسجن لمدة خمس سنوات، ثم نقض الحكم من قبل المجلس الأعلى للقضاء ليصبح سنتين ونصف، كما تم تجريده من انتمائه للجي، وذلك بتهمة "النيل من سمعة المؤسسة العسكرية ومخالفة نظامها الأساسي"، على خلفية انتقاده في حوار مع صحيفة فرنسية ما سماها "مظاهر فساد يرتكبها ضباط سامون بالمغرب".