بنشماس: بنكيران يؤجّرُ لِسانه لحزْبٍ سِرّي على المنْوال نفسه الذي سار فيه الأمين العامّ لحزب الأصالة والمعاصرة، مصطفى بكوري، حينَ اتّهمَ رئيس الحكومة ب"تسميم" أجواء المشاورات بين الأحزاب السياسية حول الإعداد للانتخابات الجماعية القادمة، وجّه رئيس المجلس الوطني للحزب، حكيم بنشماش، الاتّهامَ نفسه إلى بنكيران، على خلفية دعوة هذا الأخير، قبل أيام، إلى حلّ حزب الأصالة والمعاصرة. بنشماش ذهبَ إلى حدّ اتّهام رئيس الحكومة، والأمين العامّ لحزب العدالة والتنمية ب"تأجير" لسانه لحزبٍ سرّي"، ودون أن يكشف عن هوية "الحزب السرّي" الذي اتهم بنكيرانَ بأنه يؤجّر له لسانه، مضى بنشماش قائلا "نطالبُ رئيس الحكومة بالكفّ عن تسميم المناخ السياسي، لأنّنا لا نفهم التصرفات التي يقوم بها، ومنها المطالبة بحلّ حزبٍ سياسي له شرعيته، وإنْ كنّا ندرك أنّه يفعل ذلك للتغطية على فشلَه الفاضحَ في تدبير الشأن العامّ". ويبْدو أنّ الأجواءَ التي تسبق الانتخابات الجماعية ستتّسم بصراع "ساخنٍ" بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية، فبالإضافة إلى اتهام قياديي ال"بام" لرئيس الحكومة بتسميم المناخ السياسي، قال حكيم بنشماش، إنّ هناك "أطرافا في المشهد السياسي، وفي مقدمتها الحزب الذي يقود الأغلبية الحكومية، تشنّ حملة استباقية للتشكيك في نتائج الانتخابات القادمة، كلما كانت هناك مؤشرات تتوقّع نتائجَ غير التي يصبو إليها الحزب الأغلبي. وفي تحدّ لحزب العدالة والتنمية، وباقي الأحزاب السياسية، وفي ظلّ الاتهامات الموجّهة إليه باستقطاب مرشّحين للانتخابات من أحزاب أخرى، أعلن حزب الأصالة والمعاصرة عن "إغلاق باب الترشيح" باسمه في وجه المنتخبين القادمين من أحزاب أخرى، ودعا بنشماش في هذا الصّدد، خلال الندوة الصحافية التي عقدها الحزب صباح اليوم بالرباط، الأحزابَ السياسيةَ إلى توقيع ميثاق شرف، تلتزم بموجبه جميع الأحزاب بعدم ترشيح "المرشحين الرّحّل"، في الانتخابات القادمة. وفيما قال رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة إنّ هناك توقّعاتٍ بأنْ تشهد الفترة الفاصلة بين الانتخابات الجماعية القادمة تسارع وتيرة الترحال السياسي، وإنْ كان الدستور قد حسم في هذه النقطة على البرلمان، أفادَ مصدر من ال"بام" أنّ الحزب قرّر الالتزام بميثاق الشرف الذي دعا إليه، لمنع ظاهرة "الترحال"، حتى وإنْ لم توقّع الأحزاب الأخرى على الميثاق، وهو ما زكّاه بنشماش بالقول "نحن منضبطون لما نصّ عليه الدستور، وهناك مستشارون يريدون الالتحاق بنا، ورفضنا ذلك". ويبْدو، من خلال ما أدلى به الأمين العامّ لحزب الأصالة والمعاصرة، مصطفى بكوري، ورئيس مجلسه الوَطني، حكيم بنشماش، خلال الندوة الصّحافية، أنّ أولى جلسات المشاورات حول الإعداد للانتخابات الجماعية القادمة، المنتظر أن تنطلق على الساعة السادسة من مساء اليوم، بمقرّ رئاسة الحكومة، ستشهد جدالا كبيرا بين ال"بام" ورئيس الحكومة، إذ قال بنشماش إنّ الحزب سيُلحّ على طلب بنكيران بتقديم تصورات الحكومة حول الانتخابات، وتحديد جدول أعمال المشاورات. وانتقد بنشماش ما وصفه ب"تخبّط الحكومة وعملها الارتجالي، في تدبير ملف الانتخابات الجماعية"، قائلا "إنّ المغاربة سيدفعون فاتورة ثقيلة، جرّاء هذا التخبّط الحكومي، على مستوى البناء الديمقراطي"؛ وأضاف أنّ تأخّر الإعلان عن موعد الانتخابات الجماعية ستكون له تبعات خطيرة، على مستوى جودة التشريع، في ظلّ ضيْق الوقت المخصّص للمشاورات، والتي سيتزامن موعدُ إحالة ما ستتمخّض عنها من مراسيم وقوانين على مجلس المستشارين، خلال أكتوبر القادم، مع عرْض قانون المالية على مجلس النواب.