نقلت تنسيقية عائلات الدفاع عن ضحايا 5 يناير، المعينة من لدن القبائل الصحراوية التي ينتمي إليها الشابان الصحراويان اللذان قتلا برصاص الجيش الجزائري على الحدود مع موريتانيا، في شهر يناير الماضي، معركة المطالبة بالقصاص من القتلة إلى دهاليز مجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية. تداعيات الحادث، الذي بدأ صغيرا وكبر مثل كرة الثلج، إلى حد مساءلة الاتحاد الأوروبي حول العقوبات التي يمكن أن تطال المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات تندوف، وصلت يوم الثلاثاء للدورة السابعة والعشرون من مجلس حقوق الإنسان المنعقد إلى حدود نهاية الشهر بقصر الأممالمتحدة. ووجهت تنسيقية عائلة الضحايا ستة رسائل للمقررين الخاصين، مطالبين بفتح تحقيق محايد لإدانة الجيش الجزائري على جريمة القتل التي طالت الشابين الصحراويين، وتقديم الجناة المباشرين للعدالة. ودعت رسائل التنسيقية، التي اطلعت عليها هسبريس، إلى إنصاف عائلات الضحايا وتمكينهم من جبر الضرر، مطالبة في هذا السياق بضرورة رفع الحصار عن شباب المخيمات، والذي تفرضه السلطات الجزائرية بإيعاز من جبهة البوليساريو الانفصالية. ومن المقرر أن تتم مراسلة كل من المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء، أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً، والمقررة الخاصة المعنية بمسألة الفقر المدقع وحقوق الإنسان، والمقرر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي والحق في حرية تكوين الجمعيات، والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير. وأيضا المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، والمقرر الخاص المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار، والمقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة. الناطق الرسمي باسم تنسيقية الدفاع عن ضحايا 5 يناير، عند الله سلمة، حمل في تصريح لهسبريس مسؤولية مقتل الشابين إلى الجيش الجزائري، مستغربا من "الحصار الذي يفرضه هذا الجيش على شباب مخيمات تندوف". ونفى سلمة أن يكون للشابين أي علاقة بالتهريب، موضحا بخصوص شرح ملابسات عملية القتل أنهما، فوجئا عند محاولتهما المرور بالحدود الموريتانية أثناء زيارتهما لأهليهما، رفقة العديد من الشباب بإطلاق نار مكثف اتجاههما ودون سابق إنذار. ووصف الناطق الرسمي باسم تنسيقية الدفاع عن ضحايا 5 يناير، ما أقدم عليه الجيش الجزائري بأنها "تصفية جسدية مباشرة تعرضا لهما عبر وابل من الرصاص"، مسجلا أن "هدف الجزائر من ذلك تقديمهم كمثال لباقي الشباب حتى لا يفكروا يوما في أي تغيير". "كنا نطالب قبل اليوم بتشريح الجثث ومعاينتها من طرف جهات محايدة"، يقول عند الله سلمة الذي أضاف أن "الجزائر قامت بدفن الجثث وبالتالي قفزت على مطلب التشريح"، مطالبا بضرورة "رفع الحصار عن شباب المخيمات المفروض من طرف السلطات الجزائرية بإيعاز من جبهة البوليساريو". وجدير بالذكر أن حادثة قتل الشابين في الحدود الموريتانية، خلال شهر يناير المنصرم، حين اعترضتهما دورية للجيش الجزائري، أثارت حالة غليان اجتماعي شديد في مخيمات تندوف.