أفادت معطيات متراكمة بأنّ مختلف الأجهزة الأمنية المغربية قد شرعت قبل أيّام في حملات منظّمة لمداهمة مخابئ مرشّحين للهجرة السرّية منحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، إذ تشارك في العمليات المفعّلة بشمال المملكة وشرفها أعداد كبيرة من أفراد الشرطة والدّرك والقوات المساعدة بدعم من رجال "الدّيسْتِي" الذين يوفّرون المعلومات الأوّلية قبل المشاركة الفعلية. ووفق المعطيات المتوفّرة فإنّ عددا من الغابات بنواحي طنجة وتطوان والحسيمة والنّاظور وبركان ووجدة، إلى جانب الحدود الشرقية للمغرب مع الجزائر، تعرف حملات تمشيط ومداهمات تُستعمل خلالها كلاب مُدرّبة لاقتفاء الآثار إلى جانب عدد من آليات التسجيل السمعي البصري لتوثيق التحرّك.. في حين تكشف مُعطيات إضافية مُتوصّل بها من قبل تعداد الحقوقيين والجمعويين بالمنطقة أنّ هذا التحرّك المؤكّد لكون المغرب "دركيّا لأوروبّا" قد أفضى إلى اعتقال جملة من المواطنين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء ووضعهم رهن الحراسة النظرية في انتظار ترحيلهم. تقارير متبادلة بين حقوقيين جزائرين ومغاربة، ناشطين بوجدة ومغنية، أشارت إلى أنّ محيط جامعة وجدة والغابات المترامية على الحدود بين البلدين قد عرفت تخريبا لمخابئ مرشحي الهجرة السرّية، وأنّ أعدادا من الأفراد قد تمكّنوا من الفرار صوب الجانب الجزائري من الحدود قبل أن يقدموا على إعطاء تصريحات وصفوا من خلالها تحرّك أمنيي المغرب ب "المُداهمة الشرسة".. ناقلين بأنّ الوقوفين قد أودعوا بعدد من زنازين الشرطة والدّرك بعد التقاط صور لهم وتوثيق لبصماتهم وهوّياتهم. ملاحظون رفضوا الكشف عن أسمائهم أفادوا ل "هسبريس" بأنّ مخابئ المرشّحين للهجرة السرّية المنحدرين من دول جنوب الصحراء قد تعرّضت للتخريب التّام بمحيط جامعة محمّد الأوّل بوجدة، في حين تمّ إحراق أخرى بغابات النّاظور والحسيمة، مُضيفين: "حتّى المُتعلّقات الشخصية للأفراد لم تسلم من التخريب حيث أتلفت بالردم أو الحرق خلال العمليات الأمنية المرصودة". ويأتي التحرّك المغربي الموجّه ضدّ أفارقة جنوب الصحراء المتحيّنين لفرص معانقة "الحلم الأوروبي" انطلاقا من سواحل شمال المملكة مباشرة بعد اللقاء المغربي الإسباني الذي تمّ قبل أيّام بالرباط بين وزيري داخليتي البلدين، إذ لا يستبعد أن يكون اللقاء قد أفضى إلى إعادة انخراط المغرب في دور "حامي أوروبا من الهجرة السرّية" وتحقيقه لمراد الاتحاد الأوروبي في توفيره معطيات إضافية عن تعداد المُهاجرين المتربّصين بتراب أعضائه.. وهي المعطيات التي من الممكن أن يتمّ التحقق منها بالاطلاع لاحقا على قاعدة بيانات "الأورُودَاكْ" ومدى توفرها على صور وبصمات الموقوفين حاليا بالتراب المغربي والذين سيعاد ترحيلهم إلى المغرب في حال تمكّنهم مُستقبلا من وضع أقدامهم فوق التراب الأوروبي.