قررت قناة "المنار" اللبنانية، التابعة إلى حزب الله، وزميلتها NBN التابعة لحركة أمل التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري وقف مسلسل إيراني كانتا قد باشرتا عرضه منذ مطلع شهر رمضان، يتناول حياة المسيح، وذلك بعدما أثار جدلاً واسعاً في البلاد، وأدانته الكنائس المسيحية المحلية بدعوى ارتكازه على إنجيل "منحول" ومخالفته للعقائد المسيحية. وصدر بيان عن القناتين جاء فيه إن مسلسل "السيد المسيح" يضيء على "الشخصية العظيمة لنبي الله عيسى بن مريم وعلى رسالته الإلهية ويعكف بكل تمجيد وإجلال وتعظيم لمسيرة حياته وآلامه وتضحياته ولدوره وصورته. لكن القناتين قررتا وقف عرضه خلال دورة شهر رمضان مراعاة منهما لبعض الخصوصيات وللحؤول دون المحاولة للتوظيف السلبي." وكان المركز الكاثوليكي للإعلام قد اعتبر أن المسلسل يتضمن "مغالطات مسيئة". واعتبر رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران بشارة الراعي، أن المسلسل يمثل "فتنة مذهبية طائفية، وضرب للميثاق الوطني والعيش المشترك"، مطالبا "بوقفه فورا" لأنه يتعارض وتعاليم الإنجيل التي يعرفها كافة المسيحيين في جميع أنحاء العالم." من جهته ندد الرئيس أمين الجميل بعرض المسلسل واعتبر اته يتضمن مغالطات مسيئة ومساسا بالعقيدة المسيحية بشكل يتناقض مع نصوص الأناجيل الأربعة المعترف به مسيحيا". وقال "هذا العمل يتناقض مع روح العيش المشترك والإحترام المتبادل بين كل الأديان والمذاهب التي تشكل نسيج المجتمع اللبناني". واضاف " من المستهجن أن يعرض مسلسل يحتوي على هذا الكم من المغالطات التي من شأنها أن تثير النعرات ونحن في غنى عن ذلك تماما". وفي وقت لاحق، جرى تنفيذ اعتصام في المركز الكاثوليكي للإعلام، شارك فيه النائب نديم الجميل،الذي قال: "نحن لسنا في إيران لعرض مسلسل السيد المسيح في حال تم أخذ رخصة من طهران بل هو في حاجة إلى رخصة من الأمن العام ومن الدولة اللبنانية وهو ليس من ضمن المقاومة أو سياسة حزب الله." وباعتبار أن الجميل هو أحد أركان قوى "14 آذار" المختلفة سياسياً مع حزب الله، فسرعان ما ظهر الجانب السياسي للقضية، فقال عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا، وهو ممثل لتيار مسيحي متحالف مع حزب الله، إن الموضوع "أخذ منحى طائفيا كنا في غنى عنه." وقال نقولا إن بعض الأطراف "لم تتحرك عندما تعرضت مريم العذراء للإهانات من قبل الإسرائيليين والإعلام الإسرائيلي كما أن السيد المسيح قد تعرض على بعض وسائل الإعلام اللبنانية التابعة لقوى 14 آذار للإساءة المباشرة." من جهته، ندد الرئيس السابق، أمين الجميل، بعرض المسلسل الذي قال إنه "يتناقض مع نصوص الأناجيل الأربعة المعترف به مسيحيا." وأضاف: "المراجع الكنسية هي وحدها المؤهلة لتقويم كل ما له علاقة بالدين المسيحي وتقدير إلى أي مدى ينطبق مع الإيمان والعقيدة والتاريخ، ولا سيما مع الكتب المقدسة وخصوصا الأناجيل الأربعة المعترف بها من كل المسيحيين." وزاد "ولا يحق لغير المراجع المختصة في الكنيسة تفسير النصوص الأساسية على مزاجه ومصالحه. وكما تحترم المسيحية معتقدات الأديان الأخرى وتقاليدها، فعلى الاديان الأخرى أن تبادل المسيحيين بالمثل." واستنكر المكتب الإعلامي لبطريركية الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان عرض المسلسل "رغم الدعوات الكنسية والشعبية المطالبة بوقفه، حرصا على الوئام الوطني والتضامن بين أبناء الجماعات الروحية في لبنان." واعتبر أن "الإصرار على متابعة عرض المسلسل الذي هو نتاج سيناريو إفتراضي مستوحى من كتاب برنابا المنحول والذي هو بذاته شهادة زور واضحة ضد الإنجيل والقرآن، كما أنه يحرف التاريخ ويتنكر للحقائق، ويطعن القيم التي تقوم عليها المسيحية في ركائزها الروحية والعقيدية، من شأنه أن يخلق حالا من الإشمئزاز والتباعد بين أبناء الوطن ويؤسس لتباينات حادة نحن بغنى عنها". ورأى أن "كرامة الأديان وكرامة الإيمان والمؤمنين، هي مسؤولية عامة يجب احترامها، بعيدا عن المزايدات والمجاملات والإدعاءات غير المستندة إلى أي ثبت تاريخي أو عقيدي". واعتبر المكتب الإعلامي أن "البدء في عرض المسلسل خطأ بذاته ومواصلة عرض حلقاته في ظل الرفض الكنسي والشعبي، أمر مستغرب ومرفوض ومدان، مهما كانت الحجج والالتزامات المادية لأن أمن المجتمع اللبناني يجب أن يكون في رأس اهتماماتنا كلنا." وتقول الكنائس في لبنان إن المسلسل مأخوذ من إنجيل "برنابا" الذي لا تقر به الكنائس وتعتبره "منحول ومحرفاً" وهو يتضمن ما يخالف العقائد المسيحية الحالية، لأنه لا يقر بألوهية المسيح أو بصلبه وقيامته.