رحلة بيمو اليوم وابن بطوطة أمس.. المغرب وأندونيسيا صلات لا تنقطع يعتبِر الرحالة المغربي ابن بطوطة أول رحالة عربي الذي يصل أندونيسيا، بينما كان في طريقه إلى الهند، ويوم الأربعاء الفائت أتى دور على الرحالة الاندونيسي بامبانغ هيرتادي ماس الملقب ب (بيمو)، ليجدد هذا العرف. حيث وصل إلى المغرب على متن دراجة هوائية، وذلك في إطار قيامه بجولة حول القارتين الأوروبية والإفريقية تحت شعار "معا لنشر الأخوة والسلام". الدراج الاندونيسي الذي قطع إلى حدود وصوله إلى المغرب مسافة 3200 كلم، وتروم جولة بيمو إلى المساهمة في توطيد علاقة اندونيسيا بالدول التي يزورها، ومنها المملكة المغربية التي تربطها علاقات دبلوماسية وتاريخية وثقافية عميقة. وبحسب بيان السفارة الأندونيسية تتوفر "هسبريس" على نسخة منه فإن الدارج الأندونيسي "بيمو" البالغ من العمر 52 عاما، سيقوم بزيارة ميدانية لمجموعة من المواقع السياحية لعدد من المدن والمناطق المغربية، وهي مدينة سبتة، أرفود وقصر الصغير و مراكش والدار البيضاء. وكان الدراج الاندونيسي قد بدأ جولته على متن دراجته الهوائية منذ 18 يونيو 2010 وانطلق من مدينة بروكسلبلجيكا وزار 4 بلدان أوروبية ويتوقع أن يتوقف بالدار البيضاء ثم يرجع إلى إندونيسيا. وتستغرق رحلته مدة شهرين تقريبا يجتاز فيها مسافة 3200 كلم. ويشار إلى أن بامبانغ هيرتادي ماس قام سنة 2009 بجولة مماثلة حول بلدان أسيوية شملت التايلاند وكامبوديا والفيتنام ولاووس، وقد بدأ مغامراته الرياضية برحلة مع الدراجة منذ ثمانينيات القرن الماضي ووصل خلالها إلى قمة 11 جبلا، من ضمنها جبل كاليمانجارو بتانزانيا. ومعلوم أن العلاقات المغربية الأندونيسية شرع فيها تاريخيا من خلالها إقدام علماء وشيوخ مغاربة على نشر الإسلام بأندونيسيا، واستمر الارتباط الروحي قائما بين البلدين رغم بعد المسافة، ثم قام الرحالة المغربي ابن بطوطة بزيارة إلى أندونيسيا حين كان في طريقه إلى الهند. وبذلك فإن للمغرب على أندونيسيا فضل انتشار الإسلام بها على يد شيوخ وعلماء وصوفيون مغاربة، ويعترف بهذا كامل الشعب الأندونيسي، ويكبرونه حين يتسابقون إلى الاهتمام ببناء أضرحة للشيوخ ومساجد تحمل أسماء هؤلاء العلماء المغاربة تيمنا وتبركا بهم. وبما أن اندونيسيا ترتبط بالمغرب بعلاقات روحية ودينية وتاريخية، ولأنها بواب القارة الأسيوية والمغرب بوابتها على القارة الأوربية فإن سعي البلدين هو تطوير علاقاتهما الاقتصادية والتجارية التي لا تزال ضعيفة للغاية. وفي ذلك يقول السفير الأندونسي الجديد "توساري ويجاجا": "إن غايتنا تقوية العلاقات الاقتصادية مع المغرب لأنه بوابتنا المهمة على الإتحاد الأوربي، ومن جهتنا سنعمل على أن نكون له بوابة نحو آسيا، وعليه فإنه لا مفر من تطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية إلى مستوى علاقاتنا التاريخية والثقافية والدينية العميقة". وتجدر الإشارة أنه في سياق تطوير العلاقات الاقتصادية المغربية بدأت الدبلوماسية الاندونيسية تفعيل إستراتيجية دبلوماسية لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. دشنها سفير الجمهورية الأندونيسية باستقبالها من طرف رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله، بالرباط، وذلك في إطار التهييء لزيارة يقوم بها وفد عن مجلس المستشارين الإندونيسي للمملكة من 8 إلى 12 غشت المقبل. وعبر حينها السفير الأندونيسي عن رغبة بلاده في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع المغرب، مبديا إعجابه بطبيعة التطورات الكبرى والأوراش الإصلاحية، التي تعيشها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وخاصة منها التحولات الكبيرة التي شهدها شمال المملكة مع ميلاد الميناء المتوسطي وانعكاساته المرتقبة على التبادل بين المغرب وشركائه على الصعيد العالمي. وفي إطار زيارة الدراج الإندونيسي إلى المملكة المغربية، نظمت سفارة إندونيسيا بالرباط ندوة صحافية يوم السبت، بتاريخ 7 غشت 2010 على الساعة 17:00 بمقر السفارة، الكائن ب: 63 زنقة بني بوفراح، شارع محمد السادس السويسي، بالرباط. [email protected]