يتابع الملك محمد السادس زيارته الخاصة في تونس، بعد أن كان مقررا أن يقضي ثلاثة أيام في زيارة العمل الرسمية التي قام بها لبلد الياسمين، ممتدة بين يومي الجمعة والأحد الماضي، حيث مد زيارته التي لاقت متابعة لافتة من طرف التونسيين والمغاربة على حد سواء. وملأت صور العاهل المغربي العديد من الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية وصفحات الفايسبوك في المغرب تماما كما في تونس، حيث يظهر كل يوم في صور عديدة وب"لوك" جددي ومتغير مع مواطنين تونسيين، وإلى جانب مغاربة تونس أيضا. ومن الصور الجديدة التي لفتت انتباه الكثيرين صورة يبدو فيها الملك محمد السادس جالسا إلى جانب صديقه ومستشاره الخاص، فؤاد عالي الهمة، وهما يتناولان على ضفاف الشاطئ وجبة فطور في الهواء الطلق بمطعم La Falaise في "مرسى تونس"، بمعية رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة. واعتبر كثيرون مثل هذه الصور التي يظهر فيها الملك محمد السادس في شوارع وأزقة تونس أفضل من مليون دعاية للسياحة في تونس، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها البلاد وأثرت بشكل سلبي على واقع السياحة هناك، لعل آخرها محاولة اغتيال وزير الداخلية، لطفي بن جدو، أمام منزله نفذتها عناصر إرهابية، أياما قليلة قبل زيارة الملك لتونس. ناشطون تونسيون أجمعوا على أن ظهور الملك في مواقع مختلفة، وشوارع رئيسية منها شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد تظاهرة احتجاجية عارمة أفضت إلى سقوط نظام الرئيس الهارب بن علي، وأيضا في أزقة شعبية، وأسواق ومطاعم، يعطي الدليل للخارج على أن تونس آمنة ومسالمة، ولا تحاول تصدر ثورتها لأي بلد كان. ولم يظهر الملك محمد السادس وحده في الصور التي أشعلت الفايسبوك، بل بات "ينافسه" أيضا في النجومية شقيقه الأمير مولاي رشيد الذي غزت صوره أيضا رفقة مواطنين "توانسة" صفحات الفايسبوك، بمعية ولي العهد الأمير المولى الحسن. ولم تخل زيارة الملك، بالرغم من الكم الهائل من الإعجاب والإشادة بجولات الملك بدون تصنع أو تكلف في شوارع تونس، من بعض التصريحات والمواقف المعارضة، لعل من بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تجاهلت جولة الملك الداعمة للسياحة في البلاد ، لتنتقد ما سمته "غياب احترام حقوق الإنسان " في المغرب، مستدلة بمحاكمات صحفيين وناشطي حقوق الإنسان، متطرقة إلى ما اعتبرته تردي وضع الحريات بالمغرب.