أعرب سعد الدين العثماني،رئيس المجلس الوطني واللجنة المركزية للعلاقات الخارجية بحزب العدالة والتنمية، أول أمس السبت بروما،عن ارتياحه للطابع المثمر للاتصالات التي أجراها،على مستويات عدة،وفد حزبه الذي يقوم منذ يوم الأربعاء الماضي بزيارة لإيطاليا. وأكد العثماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على الأهمية التي يوليها الجانب الإيطالي لمجموع القضايا التي تم التطرق إليها وكذا الاهتمام الخاص الذي أبداه الوفد الذي يقوده للاطلاع على وضعية الجالية المغربية وانشغالاتها. وشكلت قضية الوحدة الترابية للمملكة ومواضيع الجهوية الموسعة وتدبير الشأن المحلي ووضعية الجالية المغربية المهاجرة محاور لقاءات عقدها الوفد لحد الآن بجنوة (شمال) وروما (وسط) مع مسؤولين جهويين ومنتخبين محلييين وبرلمانيين ومسؤولين في أحزاب سياسية وفاعلين بالنسيج الجمعوي والنقابي. وأكد العثماني أن المسؤولين الإيطاليين تتبعوا باهتمام بالغ العروض التي تم تقديمها بخصوص هذه القضايا والمواضيع،مبرزا تفهمهم في ما يتعلق بالمشاكل التي يواجهها المهاجرون المغاربة بإيطاليا. كما أعرب المسؤول الحزبي عن ارتياحه بشكل خاص للاستقبال الذي خصص للوفد المرافق له من قبل أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الإيطالي الذين اطلعوا على التطورات الأخيرة لقضية الصحراء المغربية ومخطط الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وتم اطلاع اللجنة،بالخصوص على حقيقة الاوضاع بأقاليم جنوب المملكة وعلى الطابع المزيف لادعاءات أعداء الوحدة الترابية الذين يحاولون استغلال قضية حقوق الإنسان لتضليل المجتمع الدولي. وأوضح العثماني في هذا الإطار،أنه وجه دعوة إلى رئيس اللجنة السيد بيترو مارسينارو لزيارة الأقاليم الصحراوية للوقوف ميدانيا على حقيقة الاوضاع بهذه الأقاليم. كما شكل هذا اللقاء مناسبة بالنسبة لوفد حزب العدالة والتنمية الذي يضم أيضا النائبين البرلمانيين نزهة الوافي و سعيد خيرون،لتأكيد الطابع المتميز لحقوق الإنسان بالمغرب،مقارنة مع بلدان المنطقة وتجديد الإرادة في تعزيز التعاون مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الإيطالي. وفي ما يخص القضايا المتعلقة بالجالية المغربية،أكد الطرفان على ضرورة العمل سويا على تدارس هذا الملف بشكل عقلاني وبرمجة أنشطة ترمي إلى محاربة التهميش خاصة في صفوف الشباب. وشكلت اللقاءات المتعددة لوفد حزب العدالة والتنمية وجلسات العمل التي عقدها مع مسؤولين اثنين من أهم النقابات الإيطالية وهما الكونفيديرالية العامة الإيطالية للعمال والاتحاد الإيطالي للعمل مناسبات لتعميق النقاش حول مشاكل المهاجرين. وشدد العثماني في هذا السياق،على أهمية تعزيز التعاون مع منظمات من هذا القبيل كآليات للضغط على السلطات الحكومية بما من شأنه الإفضاء إلى تبني سياسات ملائمة لقضية الهجرة. وأبرز مسؤول حزب العدالة والتنمية أيضا مزايا الحوار وتنسيق الجهود كسبيل لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة،علما بأن تعداد الجالية المغربية بإيطاليا عرف،في ظرف سنوات قليلة،نموا مهما،حيث بلغ حاليا نحو 470 ألف شخص. وشدد على أنه يتعين على جميع المتدخلين الوطنيين (حكومة وبرلمان ومجتمع مدني وسفارة وقنصليات عامة للمملكة) تبني نفس الخطاب واعتماد منظور واضح ومنسجم ليتمكنوا بعد ذلك خلال حوارهم من إقناع المسؤولين الإيطاليين. وتميزت زيارة الوفد المغربي من جانب آخر،بعقد اجتماع مع مسؤولي المؤسسة الإيطالية-الأوربية للثقافة السياسية وهي فضاء للتفكير والبحث،يرأسها السيد ماسيمو داليما،الرئيس الاسبق للمجلس الوزراء الإيطالي ووزير الشؤون الخارجية الاسبق . وخلال مقامه بإيطاليا،الذي سيتواصل إلى غاية اليوم الإثنين،سيتوجه وفد حزب العدالة والتنمية الى مدينة بريشيا (شمال) وتورينو (شمال -غرب ) حيث سيجري مباحثات مع مسؤولين محليين إيطاليين ومع ممثلي الجالية المغربية.