يسري جو من التفاؤل داخل أوساط كبريات الشركات المتعددة الجنسيات التي تنقب على البترول والغاز الطبيعي في التراب المغربي وعلى طول شواطئه البحرية، ولا يخفي معظم ممثلي هذه الشركات ثقتهم في مستقبل الاستكشافات وعمليات التنقيب على النفط والغاز. حسين عبد الله، المدير الإقليمي لفرع الشركة المتعددة الجنسيات ريبسول بمنطقة شمال غرب إفريقيا، التي تشمل كلا من المغرب وموريتانيا، أكد أن هناك مؤشرات قوية على قرب شروع المغرب في استخراج البترول والغاز الطبيعي واستغلاله تجاريا. المدير الإقليمي لفرع شركة ريبسول، أبدى تفاؤلا كبيرا، في تصريحات لهسبريس، عندما توقع أن يتم استكشاف البترول بكميات تجارية كبيرة قبل مرور خمس سنوات أي قبل مطلع 2020. وقال حسين عبد الله، على هامش ملتقى مهنيي البترول في مراكش، إن الدراسات التي أنجزتها "ريبسول" توصلت إلى نتائج جد مشجعة، موضحا أن البترول سيشرع في استغلاله بكميات اقتصادية من طرف المغرب بعد خمس سنوات على أقل تقدير. وأشار المتحدث ذاته إلى أن "ارتفاع مستوى الاستثمارات من طرف الشركات المستكشفة للبترول، أمر مشجع للغاية" وفق تعبير المدير الإقليمي لفرع شركة ريبسول. تصريح متفائل يجد صداه في الثقة التي يتحدث بها عبد القادر اعمارة عن هذا الملف، حيث أكد في تصريحات لهسبريس أن "المغرب دخل سباق المائة متر الأخيرة، إن جاز التعبير، للحسم فيما إذا كان هناك بترول أم لا في المغرب". ومن جهتها اعتبرت أمينة بنخضرا أن رصد مبلغ 5 مليارات درهم هذا العام من أجل حفر 27 بئرا مع إنجاز 11500 كيلومتر من المقاطع الاهتزازية ثلاثية الأبعاد و9245 كلم من الخطوط الاهتزازية ثنائية الأبعاد، يعتبر قفزة نوعية في هذا النشاط على المستوى المحلي. ولفتت بنخضرا إلى أن "هناك اعتقاد راسخ بوجود البترول، لكن علينا انتظار ما ستسفر عليه نتائج البحث التي تقودها كل من شيفرون، وبريتش بتروليوم، وكوسموس، وكيرن إينرجي التي تقوم بعمليات تنقيب تغطي تقريبا جميع الأحواض الرسوبية للمغرب". أمينة بنخضرا، وفي لقاء مع هسبريس، اعتبرت أن موضوع الاستكشافات البترولية يحتاج إلى "المثابرة والصبر والنفس الطويل"، مؤكدة أن هناك العديد من الدول عبر العالم التي قضت عقودا من الاستكشافات قبل أن تتوصل إلى اكتشاف مخزونات استراتيجية قابلة للاستغلال التجاري. لغة التحفظ وعدم التسرع، التي تغلب على خطاب بنخضرا منذ اضطلاعها بمسؤولية إدارة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وقبلها عندما كانت وزيرة للطاقة، تجد لها تفسيرا في طبيعة المجازفة التي تواكب عمل الشركات المستكشفة للنفط في أعماق اليابسة والبحار على حد سواء. ولا يخفي اعمارة وبنخضرا حقيقة ضعف الإمكانات المادية المرصودة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات، لكنهما يتفقان في كون الشركات العالمية العاملة في المجال، اهتموا بالمغرب نظرا للامتيازات التي يعطيها المغرب للشركات العاملة في هذا القطاع الحيوي. واعتبر المسؤولان معا أن التنقيب عن الهيدروكاربورات يتطلب التعاون والمثابرة من قبل الشركاء، وقالا "لا يمكن القول أنه من السهل استكشاف وتنمية الموارد البترولية والغازية، لكن المغرب ماض بخطوات ثابتة في مجال الاستكشافات".