عادت عمليات حرق الذات للواجهة من جديد بالمغرب، حيث شهد إقليمالناظور حالتين خلال أربعة وعشرين ساعة المنصرمة، أسفرتا عن تضرر جسد أحد الأشخاص، في حين أفلح مواطنون في منع الثاني من حرق جسمه بالنار. العملية الأولى تمت بمحاذاة النقطة الحدودية باب مليلية ببني أنصار، التابعة ترابيا لإقليمالناظور، وذلك صباح الخميس، حيث أقدم "م.ش"، في ال38 من عمره، وينحدر من قبيلة أولاد ستوت بزايو، ويمتهن التهريب المعيشي، على صب مادة "الدليو" على جسده وإشعال النار. تدخلات الحاضرين وعناصر الشرطة لم تمنع من تضرر "م.ش" بشكل استدعى نقله على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى الإقليمي الحسني، ومنه إلى مستشفى الفارابي بوجدة بشكل مستعجل، لتعرضه لحروق من الدرجة الثانية نالت من وجهه وأطرافه ورجليه، وكذلك لافتقار مشفى الناظور لقسم متخصص في علاج الحروق. شهود عيان أكدوا لهسبريس أن "م.ش" إنسان مسالم وبسيط، يعيش ظروف اجتماعية صعبة، حيث طلق زوجته أخيرا، كما أنه يعاني من داء السكري بشكل مزمن وتنتابه حالات عصبية يفقد خلاها الوعي، حيث تم نقله مرارا إلى المستشفى حين تواجده بالنقطة الحدودية باب مليلية. وبخصوص سبب عمده لحرق بدنه، أفاد شهود عيان لهسبريس أن عناصر الجمارك المتواجدة بالنقطة الحدودية باب مليلية قامت خلال مرات متتالية على حجز السلع البسيطة التي يقوم بإخراجها من مليلية، ما خلق له مشاكل مع أصحابها، وجعل المهربين يرفضون الاستعانة بخدماته، ليضطر مع ضغط المشاكل وقلة الحيلة لحرق بدنه. وأفاد متحدثون لهسبربي عن كون جمارك النقطة الحدودية باب مليلية تتعامل بانتقائية مع المشتغلين البسطاء في التهريب المعيشي في حين تتغاضى عمن يقومون بعمليات التهريب الكبرى، والمتعلقة أساسا بالخمور بأنواعها، معتبرين أن حالة "م.ش" لن تكون الأخيرة إذا ما استمر الوضع الحالي المتسم ب"الحكرة" والشطط في استعمال السلطة وفق تعبيرهم. شخص آخر حاول إحراق بدنه، وذلك أمس الأربعاء، حيث أقدم على صب البنزين على جسده، لكن تدخلات حاضرين منعته من تنفيذ وعيده. وأفاد مصدر أمني لهسبريس أن الأمر يتعلق باحتجاج على محاولة إفراغ فعّلتها السلطة المحلية في حقه، حيث تم اعتقاله على الفور، وإنجاز مسطرة متابعة في حقه بتعليمات من النيابة العامة بابتدائية الناظور.