أقدم مواطن في منتصف الثلاثينيات من عمره يزاول التهريب المعيشي، صبيحة اليوم الخميس، على حرق الذات بالمعبر الحدودي لبلدة بني أنصار على الطريقة البوعزيزية بعد قيامه بسكب كميات هائلة من البنزين على جسده وإضرام النار فيها، احتجاجاً على ما أسماه بالحيف والظلم الذي طاله من قِبل مصالح الجمارك بعدما عملت على حجز سلعه المهربة للمرة الثالثة على التوالي. وقد خلف الحادث حالة ذعر وهلع شديدين، مما استنفر جميع الأجهزة الأمنية بشتى تلاوينها التي تدخلت على وجه السرعة لإنقاذ المواطن من موت محقق، فيما تمّ نقل المصاب بحروق من الدرجة الثالثة إلى مستشفى الفارابي بمدينة وجدة بالنظر إلى افتقاد مستشفى الحسني بالناظور إلى قسم متخصص بهذا النوع من الحروق. وعبّر مواطنون عن امتعاضهم من الانتقائية في التعامل مع محترفي التهريب المعيشي التي تتعاطاها جمارك الحدود، بحيث يتم إخلاء سبيل كبار المهربين مع توفير ضمان خروج آمن لسلعهم التي تردم في الصميم الاقتصاد الوطني وتؤثر فيه سلباً، بينما البسطاء منهم ممن يزاولونه من أجل توفير لقمة عيش لأبنائهم وذويهم يطالهم الحجز والمنع باستمرار، على حدّ تعبيرهم