ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخطف ما يزيد عن 200 فتاة في نيجيريا منتصف شهر أبريل الماضي من مدرستهن في ولاية بورنو (شمال شرق) على يد عناصر جماعة "بوكو حرام" المسلحة، واعتبر ذلك " عملاً إجراميًا محرمًا وفسادًا في الأرض"، وطالب الجماعة بالعودة إلى رشدها. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه "يجرم" خطف البنات في نيجيريا على يد جماعة "بوكو حرام" أو غيرها، بل" ويعتبر ذلك جريمة لا تغتفر في حق الإنسانية جميعاً، تستدعي محاسبة مرتكبيها أشد الحساب"، محذرا من "بيع هؤلاء البنات أو المساس بحرياتهن أو تزويجهن بالقوة "، وقال إنه "لا يجوز لأحد المشاركة في تلك الأفعال النكراء بالشراء أو الزواج بالقوة أو أي أمر ينال من حرية وشرف وعفة هؤلاء البنات" . وقال الاتحاد في ذات البيان إنه "تلقى نبأ خطف البنات من مدارسهن، والمستمر منذ 14 أبريل الماضي وحتى اليوم في نيجيريا، على يد جماعة (بوكو حرام) ببالغ الحزن والأسف، لما آلت إليه قلوب وأفعال بعض المسلمين من الابتعاد الكامل عن شريعة الإسلام، التي نزلت رحمة للعالمين، وتحرم تلك الجرائم"، مؤكدا "على أن الإسلام بريء تماماً من تلك الأفعال البعيدة كل البعد عن تعاليمه وأحكامه ، بل يعد الاتحاد تلك الجرائم تسيء للإسلام وتزيد الكراهية ضد المسلمين" . وطالب الاتحاد جماعة "بوكو حرام" : "بالعودة إلى الرشد، وإلى أحكام الشريعة الصحيحة، المؤسسة على الكتاب والسنة. وسرعة إطلاق سراح هؤلاء البنات ، وإخراج المواطنين المدنيين وبخاصة البنات والنساء من معادلة الخلافات السياسية، أو أي نوع من أنواع الخلافات ، كما جاءت بذلك النصوص الشرعية المحكمة، من كتاب الله، وسنة رسوله". ودعا الاتحاد العالمي الإخوة المسيحيين ألا يثيروا الفتنة والتشدد على أرض نيجيريا أو القيام بما يؤذي مشاعر المسلمين ، ويطالبهم للعودة إلى الأخوة الإنسانية والحقوق المتساوية لجميع أهل نيجيريا، على اختلاف أديانهم . وأعلنت جماعة "بوكو حرام" المسلحة في نيجيريا، الاثنين الماضي، مسؤوليتها عن خطف العشرات من طالبات المدارس منتصف شهر أبريل الماضي في منطقة تشيبوك بولاية بورنو شمال شرق البلاد، معتبرة أنهن "أسيرات حرب". و"بوكو حرام" تعنى بلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا المسلم "التعليم الغربى حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها -بالرغم من طابعها المتشدد- ضد ما تصفه ب"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ في عام 2009 إلى العنف إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. وفي السنوات التالية، ألقي باللوم على الجماعة المسلحة في مقتل الآلاف، وشن هجمات على الكنائس والمراكز الأمنية التابعة للجيش والشرطة في المناطق الشمالية من نيجيريا.