لم أجد من شخصية للتشبيه تليق بساسة المغرب ونقابييه سوى شخصية "السوبرمان" ذلك الرجل الخارق، الطائر، والقوي فوق العادة؛ الذي تفوق قدراته الذهنية والبدنية أية مخلوق على وجه البسيطة، واليوم وبعدما يزيد عن نصف قرن على استقلال المغرب وبالتحديد بعد ثورات الربيع العربي لم يعد منا فاهم لما يجري ويدور على الساحة السياسية والنقابية. فمغرب الكفاءات بالخارج والداخل، مغرب التحدي، مغرب الثقافات، مغرب ملتقى الحضارات، مغرب التسامح، كل ذلك وغيره لم يشفع لإنجاب الخلف، فهل عقمت النساء المغربيات؟ هل بات الرجال غير قادرين على تربية أجيال قادرة على تحمل المسؤوليات؟ الجواب بكل بساطة هو أن التنشئة الاجتماعية هي وراء مصيبة تدبير الخلف والبديل التي يعاني منها المغرب. لن أعود للكواكبي حتى أقول أن المواطن قبل بالذل منهاجا والخضوع أسلوبا في الحياة، بل ألخص معطيات هذه الأحجية لأذهب مباشرة لبيت القصيد وأقول بأن السبب يرجع للمخططات الرخيصة للحط من قيمة المدرسة والاستهتار بوظيفة المعلم والأستاذ اللذين لهما نصيب الأسد مما نعاني منه حيث لم يعملا على الدفاع عن وجودهما ومن خلالهما على التلميذ والطالب واكتفيا باحتساب أجرتيهما وكيفيات صرفها وترقياتهما، حتى تمكن مهندسو المخططات المشؤومة أعلاه من تسريب برامج ومناهج تربوية ركيكة وغبية نخرت وتنخر جسد المجتمع المغربي حتى صار خلية لإنتاج العاطلين والكسالى اليائسين.. نعم المدرسة هي السبب في انتاج "الرجال الخارقين" ولينظر كل واحد منا إلىسياسيينا ونقابيينا حيث يتحكم عدد منهم في مؤسسات دستورية –الحزب والنقابة- تقوم بتأطير المواطنات والمواطنين وتساهم في تكوينهم السياسي، والدفاع عن المصالح الاجتماعية والاقتصادية للفئات التي تمثلها، ولنسائل أنفسنا عن عن أسباب تحكم منطق الزعيم الخالد الذي لا يمكن القبول بغيابه، والذي إن غاب تفتت التنظيم إن لم يندثر.. الجواب ببساطة هو عدم وجود جواب لا لسبب إلا لأن المفاهيم تبعثرت والمصطلحات تعقدت والأمور اختلطت وإلا كيف نفسر الجمع بين مهمتين وأكثر وهاكم الأستاذ "حميد شباط" نموذجا، فبعد عمودية المدينة العلمية فاس، صار كاتبا عاما للاتحاد العام للشغالين بالمغرب من أكبر المركزيات النقابية في المغرب، ثم صار أمينا عاما لحزب الاستقلال وهذا كله لم ينقص من عطائه ولم ينضب من معينه، فتحية تقدير لهذا الرجل الخارق الذي اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره أيا كان من 35 مليون نسمة تعداد المغاربة قبل الإحصاء العام لهذا العام والأهم من ذلك هو أن هذا الرجل الخارق باستطاعته قيادة الحكومة المغربية إذا تم اقتراحه لهذه المهمة طبعابعد إسقاط حكومة عبد الإله بنكيران سواء قبل الموعد الانتخابي المقرر لسنة 2016أو حين بلوغه، وبيننا الأيام لتأكيد ذلك، وحتى لا نقع في ذكر الاستثناء الذي لا يقاس عليه، أهنيء الزعيم الخالد "شباط" الذي صار قدوة لأقرانه وزملائه السياسيين ومنهم الأستاذ ادريس لشكر الذي أبى إلا ان يجمع بين رئاسة الاتحاد الاشتراكي ورئاسة فريقه النيابي بمجلس النواب بعد معركة حامية الوطيس مع زملائه النواب الاتحاديين وبذلك الاستثناء صار عرفا والرجل أصبح رجلان ثم ثلاثة فأربعة في المقبل من الأيام... وسننتظر حتى إجراء الإحصاء العام لهذا العام لنتعرف على عدد سكان المغربولنهنئ رجال السياسة المغاربة الخوارق على ما تضحياتهم وخدماتهم لصالح البلاد والعباد، فهنيئا لنا بهم، وهنيئا لهم بنا، هنيئا لنا لإننا وجدنا من يسوسنا ويجمع شملنا ويدافع عن مصالحنا ويحافظ على تنظيمنا ويسهر على حقوقنا..، وهنيئا لهم لأنهم لم يجدوا منا إلا الطاعة والتبعية والتبجيل ...