يبدو أن القضاء المصري ماض في تحطيم أرقام قياسية جديدة في عدد أحكام الأعدام التي يصدرها دفعة واحدة، فبعد المئات الذين حوكموا بالإعدام قبل شهر، قضت محكمة جنايات المنيا، اليوم، بإحالة أوراق المرشد العام لجماعة الإخوان، محمد بديع، و682 آخرين إلى مفتي الجمهورية تمهيداً لإصدار حكمٍ بإعدامهم في جلسة 21 يونيو المقبل. وحوكم العشرات من أعضاء الجماعة ومواطنون غيرهم بتهم تتعلق بالتحريض على اقتحام وحرق مركز شرطة العدوة، وقتل رقيب شرطة عمداً مع سبق الإصرار والترصد، كما اتهمتهم بالشروع في القتل، واستخدام القوة والعنف مع موظفين عموميين. وقال المحامي العام لنيابات شمال المنيا، عبد الملك عبد الرحيم، إن محكمة جنايات المنيا أحالت أوراق 683 متهما مؤيدا لمرسي للمفتي متهمين بالقتل والشروع في قتل ضباط شرطة، في أحداث عنف وقعت في المنيا في غشت الماضي في أعقاب فض السلطات المصرية لاعتصام الإخوان في رابعة العدوية في القاهرة. ويعد الحكم بإحالة أوراق المرشد محمد بديع اليوم إلى المفتي أشد عقوبة ضد قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين يحاكمون في أكثر من 150 قضية منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في يوليوز الماضي. وكان قرار الإعدامات السابقة أثار غضب الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان، باعتبار أنها سابقة خطيرة في تاريخ القضاء بالعالم. وكانت المحكمة أصدرت قرار إحالة أوراقهم للمفتي في مارس، بعد يومين فقط من بدء المحاكمة التي تتعلق بأعمال عنف قتل فيها رجل شرطة بمحافظة المنيا في صعيد مصر غشت المنصرم.