في مقاهٍ وسط مدينة مراكش والدار البيضاء وصل ثمن مشاهدة الكلاسيكو إلى قرابة 35 درهم عن كل استهلاك، بينما ارتفع الثمن في مقاهٍ أخرى بثلاثة دراهم أو أربع فقط، في وقت استقر الثمن على ما اعتيد أداؤه في مواقع شعبية، والسبب قد يكون الرهان على نقل أطوار "الكلاسيكُو" الإسباني عبر قنوات استدعت من المقاهي اشتراكات جديدة، كما قد يكون مرتبطا بالرغبة في تحقيق أرباح بأسهل الصور الممكنة عبر استغلال تعطش المغاربة لنصر هذا الفريق أو ذاك، ما يُستغل من لدن أرباب المقاهي لتحصيل غنيمة من الدراهم قد لا يجود بها الزبناء على طول شهر كامل. أياما قليلة قبل الكلاسيكو، الذي جمع البارحة ريال مدريد وإف سي برشلونة لحساب نهائي كأس ملك إسبانيا، انطلقت أخبار اعتبرها الكثيرون "سيئة"، ومفادها أن المباراة ستنقل فقط على القناتين 9 و12 لباقة "بي إن سبورت"، وهما القناتان اللتان تحتاجان إلى الاشتراكات الجديدة التي أعلنت عنها الشركة المالكة منذ أشهر، وبالتالي تم التوقع بحرمان العديد من المشاهدين، أصحاب الاشتراكات القديمة، من الاستمتاع ب "المعركة الكروية" التي تلمّ قطبي الكرة الإسبانية والعالمية. هذه الأخبار هي التي جعلت إحدى أشهر مقاهي "أولاد تايمة" تقتني بسرعة "السيرفر الجديد"، ومعه جهاز استقبال، بثمن وصل إلى 3 آلاف درهم حسب تصريح لصاحب المقهى، وبالتالي تقرر رفع ثمن احتساء المشروبات للاستمتاع بالكلاسيكو المثير مقابل 16 درهم، بعدما كان المقابل المالي لا يتجاوز 6 أو 7 دراهم في السابق. قنوات "بي إن سبورت"، قبيل سويعات قليلة من بداية المباراة، أعلنت عن نقل أطوارها على القناة HD2 المفتوحة على "السيرفر" والجهاز القديمين، وبالتالي خاب ظنّ من راهنوا على المستجدات، من أصحاب المقاهي المقتنين للعتاد الحديث، ليبقى الكثير منهم غير قادر على تحقيق الاستقطابات حتّى بالمستويات المعتادة، في الوقت الذي استفادت منه مقاهٍ أخرى من هذا المعطى، بعدما لم تقم باقتناء الأجهزة الجديدة أو تجديد اشتراكاتها، ومكّنت زبنائها من مشاهدة المباراة بأثمنة مناسبة لم تزد كثيراً عن المتعارف عليه. يقول صاحب مقهى في أولاد تايمة: "لا يمكننا أن نطلب من زبنائنا المزيد من الأموال بسبب جشع إدارة القنوات المالكة للحقوق، لذلك فقد كنا نفكر في الاعتذار لهم عن عدم إمكانية نقل المباراة بسبب عدم تمكننا من اقتناء الجهاز الجديد، حتى سمعنا أن المباراة ستكون متاحة لأصحاب الاشتراك القديم، وهو ما أثلج صدرنا، وجعلنا نستقبل زبناءنا بالأثمان نفسها التي عرفوها سابقاً". في الجانب الآخر، ووفق ما يحكيه لنا أحد عشاق الكرة الإسبانية بمراكش، فعدد من المقاهي بالمدينة يستغلون فرص مثل هذه اللقاءات من أجل الصعود بأثمان الاستفادة من المشاهدة إلى أعلى المستويات بعيدا عن كل الجدل الذي يرافق أجهزة الاستقبال، فالنسبة لهم، فمباراة في كرة القدم حتى ولو كانت منقولة على القنوات المفتوحة، فهي فرصة للزيادة في الأثمان دون احتجاج الزبناء، الذين يفضلون صخب المقهى على سكون المنزل. هذا الكلام يؤكده صاحب مقهى في سلا، فحتى مع مباريات تنقل على القنوات المفتوحة، يصر عشاق كرة القدم على متابعتها في المقهى، والمثال من كأس إفريقيا للسنة الماضية: مباريات المنتخبات العربية كانت متاحة على قنوات الجزيرة الرياضية المفتوحة، ومع ذلك أصرّ الزبناء على القدوم إلى المقهى من أجل أجواء لا تتوفر لهم في منازلهم الخاصة. ومن المُنتظر أن يرتفع عدد زبناء المقاهي في كأس العالم التي ستقام أطوارها بالبرازيل ابتداء من 12 يونيو القادم، خاصة مع تأكيد إدارة قنوات "بي إن سبورت" على محاربتها القرصنة وتخصيص تقنيات متطورة من أجل متابعة حصرية لأطوار الكأس العالم على أجهزتها الأصلية، الأمر الذي سيجعل من مقهى بشاشة بلازما عالية الوضوح وجهازا يحمل خاتم الشركة المالكة، استثماراً مربحاً يتغذى أساساً على حب المغاربة لكرة القدم حتى مع الإخفاقات المتتالية للمنتخب الوطني وغيابه عن الموعد الكروي القادم.