كشفت شهادات لمجنّدات إسرائيليات خدمنَ في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن "أسلوب العنف والتنكيل الذي يتعرّض له الفلسطينيون، من قبل وحدات الجيش داخل الأراضي الفلسطينية، وعند الحواجز؛ هو نهج ونمط سلوك متعارَف عليه، فيما الاستهتار بالفلسطيني والكراهية له يشكّلان السمة السائدة في التعامل معه". وتؤكد إحدى المجندات أنّ "التعليمات المتعلقة بإطلاق النار في المظاهرات وغيرها لا يُؤخذ بها، وأنّه بالرغم من التعليمات الواضحة بإطلاق النار على ساقَي المتظاهرين، إلا أن الأمر السائد هو إطلاق النار على البطن". وقد ناقض تقرير نشرته جمعية "لنكسر الصمت" الإسرائيلية المتضمّن لشهادات الجنديات الإسرائيليات، ما تروّج له القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، بأن الجيش الإسرائيلي هو "الأكثر أخلاقية في العالم". وتؤكد الشهادات أنَّ "الجنود لا يستثنون النساء الفلسطينيات والأطفال، حيث يتعرضون أيضًا للتنكيل والعنف كالرجال". وجاء في إحدى الشهادات أنَّ "الجنود قاموا بتكسير يدَي ورجلَي طفل فلسطيني بطريقة بشعة". وأضافت: "كان الطفل يستفزّ الجنود بإلقاء الحجارة وما شابه ذلك، وذات مرة استطاع أن يبثّ الذعر في جندي فوقع عن برج المراقبة وكُسرت رجله، ولكن الردّ لم يتأخر فأدخله جنديان إلى الجيب العسكري، وبعد أسبوعين من الحادثة رأيتُ الطفل وقد لُفَّت يداه ورجلاه بالجِبس، وتحدثوا عن ذلك كثيرًا في القاعدة، وتحدثوا ببساطة كيف أجلسوا الطفل ووضعوا يده على الكرسي وكسروها". وقالت شرطية حرس حدود عملت في مناطق التماس: "أمسكَ الجنود بطفل في الخامسة من عمره لا أذكر السبب، وجّهوا له عدة ضربات فبدأ الطفل في البكاء، وحينما حاول أحد الجنود تهدئته ابتسم الطفل، فضربه الجندي بقبضته على بطنه قائلاً: أتضحك في وجهي؟"، ولفتت الشرطية إلى أن "الضربة كانت شديدة بحيث أنه لا يمكن توجيهها لشخص قوي". وبحسب عدد من الشهادات، يختلق الجنود أحيانًا أسبابًا وهمية لتبرير العنف ولإشباع رغبتهم. وأشارت جندية إسرائيلية خدمت في حاجز "إيرز" إلى أن "أعمال العنف تجاه الفلسطينيين هي جزء من الروتين اليومي، حيث أنه قبل أن يُطلق سراح فلسطيني ما إلى قطاع غزة، من المعتاد أن يتم اقتياده إلى خيمة قريبة وتوجيه الضربات له، وذلك بمشاركة الضباط". وتحدثت جندية خدمت في الخليل عن هواية جنود من وحدتها، وتسمّى "مسدس اللعب"، حيث "يصوّبون بنادقهم على أطفال فلسطينيين ويطلقون النار، وقد قامت صحفية بتصوير حادثة من هذا النوع، فأُرسلت دورية إلى بيت الصحفية لتعود مع الصور"، وأشارت الجندية إلى أنّها "لا تعرف ما إذا كانوا دفعوا مالاً للصحفية أم هدّدوها، لكن الصور أُبيدت بعد وقت قصير، وسط تخوّف قائد الكتيبة من وصول الصور إلى وسائل الإعلام".