كعادته وجه رئيس الحكومة، عبد الإله بنيكران، رسائل بالجملة من منصة نشاط حزبي، على بعد يوم واحد من انتصار أغلبيته بمجلس النواب برئاسة المجلس، مذكرا بما عاشه المغرب من تحولات لم يعد معها ممكنا الحديث عن الأساليب السابقة للتحكم في تدبير الشأن العام. وحذر بنكيران في هذا السياق جماعة العدل والإحسان دون أن يسميها، مما وصفها العنوسة السياسية التي يمكن أن تصيبها، داعيا إياها، اليوم السبت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثالث للفضاء المغربي للمهنيين، إلى "الالتحاق بالمعترك السياسي لأن الديمقراطية لا تنتظر". ومن جهة ثانية عاد بنكيران لمهاجمة الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، محذرا المغاربة من الإنصات مما وصفهم ب"الدجالين الذين نشروا الجريمة في مدينة فاس من خلال إعادة الاعتبار للمجرمين، واستعمالهم في البلطجة السياسية التي صارت بفضل هؤلاء الفاسدين والمفسدين رائجة نتيجة للحظوة التي يقابلون بها". وأوضح بنكيران أن "الإصلاح في المجال السياسي عملية صعبة ومعقدة"، مؤكدا أنه "يحتاج إلى رصيد كبير كي يستمر، وهو الهاجس الذي جاء من أجله حزبه، ليحذر مناضليه من مخاطر تحولهم عن وجهة الإصلاح". "لم يعد عندنا كمغاربة خيار للتلاعب والمحسوبية والزبونية والمنطق العائلي"، يقول بنكيران الذي اعتبر أن "منطق تدبير الغلبة على حساب الفقراء والعودة إلى الوراء أصبح اليوم غير ممكن، ولذلك جاء العدالة والتنمية لقيادة الحكومة"، داعيا إلى "ضرورة إعادة الاعتبار للمرجعية الإسلامية باعتبارها أحسن مرجعية في الكون". رئيس الحكومة اعتبر أن "معركة انتخاب رئيس مجلس النواب أكدت أن التلاعب والأوهام هامشها أصبح يضيق"، منبها أن "ما مر به المغرب من أحداث لم يكن يتصور خلاله الذين حاولوا القبض عليه بيد من حديد، وتمتد يدهم إلى ما يجوز لهم وما لا يجوز، ما يمكن أن يقع من تحولات"". "يستعملون كافة الوسائل والهيئات، ويبيعون الأوهام، لكن ما كايقضي على الطماع غير الكذاب"، يوجه رئيس الحكومة رسالته إلى حزب الاستقلال ومرشح السابق لرئاسة مجلس النواب، كريم غلاب. وتابع بالقول "كان على الرئيس السابق لمجلس النواب أن يخرج من مجلس النواب بطريقة مشرفة لأن أداءه لم يكن سيئا، لكن أن يتوهم قلب المعادلة ويدعي أن نواب الأغلبية سيصوتون لصالحه، ويخونون توجيهات أحزابهم، فهذا غير معقول وأتحداك أسي غلاب"، يقول بنكيران. وفي هذا الاتجاه، وبنبرة مستهزئة، خاطب رئيس الحكومة كريم غلاب بالقول "لا أعرف هل بقي لك مستقبل في السياسة، لكن عليك أن تحترم نفسك ولا تبعها نفسك لأصحاب الأوهام، لأن لك حزب سياسي، ولديك شخصيتك عليك احترامها". وفق تعبيره. وأكد بنكيران أن المعارضة لم تفهم التغيرات التي حدثت، والتي توضح أنه لم يعد ممكنا أن تفعل بالشعوب ما تريد"، مسجلا أنه "من غير المقبول أن تخسر الأغلبية في مجلس النواب، لأن الأمر ليس مباراة لكرة القدم، فريق صغير يغلب فريقا كبيرا، لأن هذه السياسة ماشي اللعب" على حد قوله..