أكّد الأردني همام خليل البلوي الذي نفَّذ هجومًا على قاعدةٍ لعناصر الاستخبارات الأمريكية في إقليم خوست الأفغاني، أنّ الهجوم كان ثأرًا لمقتل لزعيم حركة طالبان باكستان السابق بيت الله محسود الذي قُتِل في غارة أمريكية أغسطس الماضي. وأوضح البلوي في شريط فيديو مسجَّل بثَّته قناة "الجزيرة" الفضائية اليوم السبت، أنّ العملية "رسالة إلى أعداء الأمة من استخبارات الأمة والاستخبارات المركزية الأمريكية". وأضاف: "أميرنا رحمه الله بيت الله محسود لن ننسَى دمَه أبدًا وسيبقى أن نأخذ ثأره في أمريكا وفي خارج أمريكا هو أمانة في عنق كل المهاجرين"، مشيرًا إلى أنّه رفض أن يساوم، وأنه نفّذ العملية ثأرًا لمقتل محسود. وقام البلوي بتفجير حزام ناسف كان يرتديه في قاعدة عسكرية في ولاية خوست قرب الحدود مع باكستان في 30 دجنبر وأدّى الهجوم إلى مقتل سبعة عناصر استخبارات أمريكيين وضابط أردني. وكان تنظيم القاعدةأعلن المسئولية عن الهجوم الذي يعدّ ثاني أكبر هجوم في تاريخسي آي أي من حيث عدد القتلى. من جهة أخرى قالت ديفن بايراك، الزوجة التركية لهمام، أنها "صُدمت" لدى سماعها الأخبار التي تناولت ما قام به زوجها، مضيفة أنها تجهل حقيقة ما إذا كان بالفعل عنصراً في الاستخبارات، لكنها "فخورة" بما فعله، وتعتبره "شهيداً" بعد أن "نفذ هذه العملية الكبيرة في ظل الحرب الجارية." وأضافت بايراك، في حديث لقناة CNN التركية: "كان من المستحيل بالنسبة لي أن أعرف بأنه عميل.. لا يمكنني القول بأنني أصدق أو لا أصدق ما جرى، لكنني بالتأكيد لم أكن أتوقع حدوثه." وأضافت: "أنا فخورة جداً بزوجي.. إنه شهيد، وعسى أن يتقبل الله شهادته،" كاشفة أن اتصالاته الأخيرة بها عبر الانترنت لم يظهر فيها ما يريب، بل كان زوجها يشدد دائماً على نيته العودة إلى بلاده ومن ثم السفر إلى تركيا، علماً بأن بايراك كانت مقتنعة بأن همام موجود في باكستان للدراسة من جانبه، قال مصدر مطلع على الملف في أجهزة الاستخبارات الأردنية أن اعتقال البلوي لم يكن على خلفية ما قام به شقيقه، بل لشبهات تتعلق بصلات مفترضة لأسد مع "تنظيم إرهابي" رفض تحديد هويته، في حين أكدت عائلة البلوي أن أسد، وهو مهندس كمبيوتر يبلغ من العمر 29 عاماً، ليس على صلة بجماعات متطرفة. وتبذل أجهزة الاستخبارات الأردنية والأمريكية المزيد من الجهد لمعرفة حقيقة البلوي، المعروف بأبي دجانة الخراساني. وفي وقت تقول فيه عائلة البلوي إنها متفاجئة بما يقال عن ابنها، وإنه لم يكن ميالا للتطرف، تظهر كتابات الرجل أنه كان يمر بأوضاع نفسية مختلطة، في الآونة الأخيرة، حسبما كتب في آخر رسالة له، نشرتها مواقع الكترونية مؤيدة للجماعات الإسلامية المسلحة. يقول البلوي، مستخدما اسم الخراساني في توقيع مشاركاته "لم أعد استطع الكتابة، ولدي رغبة بأن أُحال إلى التقاعد المُبكر، لقد أفلستُ.. ذبلتُ.. تعبت.. مللت.. كأنني أعاني من عمش فكري وتشوش عاطفي." ويضيف "أشعر بأن كلماتي أصبحت باهتة ومنتهية الصَّلاحية، تحتضر بين يديّ كابتها، وأشعر أني أصبحت كهلاً طاعنا في السن.. تتسع الفجوة بين ما أحلم به وبين ما أنا عليه حقاً، وتتحول كل قصائد المديح إلى رثاء، وكل نار تحرق قلبي حبا للجهاد إلى رماد." وتتفق كتابات الرجل مع ما قالته عنه أمه التي تدعى شنارة فاضل البلوي، التي أخبرت شبكة CNN بأن ابنها كان منعزلا منذ نعومة أظفاره، وبأنه كان يريد أن يصبح طبيب أطفال، حتى أنه أراد السفر إلى أمريكا للدراسة هناك.