تم مساء أول أمس الثلاثاء بفضاء دار الفنون بالرباط تقديم ديوان "فيروز المحيط" للأستاذ حسن أوريد بحضور شخصيات تنتمي إلى عوالم الفكر والإبداع والإعلام. "" وخلال تقديم هذا الإبداع الجديد، الذي نظمته مؤسسة (أونا) بفضاء قاعة القنطرة، قال الباحث مصطفى راقا إن مثل هذه المناسبات تكون "ساعات من الإمتاع والمؤانسة، مليئة بالجديد المدهش والمبهج لما يحمله هذا الأديب من فكر نير وإطلاع واسع وعاطفة جياشة". وأضاف أن حسن أوريد، "يطل اليوم على جمهوره بوجه جديد هو وجه الشاعر من خلال ديوانه ، الذي هو لحظة الوجود السحري ولو أنها من خيال، لحظة سرمدية حروفها دقيقة تنبث صورا فنية تنبع من أعماق ظلمات الوعي واللا وعي"، "هي لحظة من الهوى تنقضي، في مروقها سرمدية" كما يقول الشاعر. وخلص قارا إلى أن "فيروز المحيط" لحسن أوريد هو "بوح من الكلام المنظوم، امتطى فيه الشاعر صهوة الكلمة الرقيقة الهادفة متنقلا بين أمكنة متعددة تنوعت محطاتها وشخوصها من طارق الذي يمخر هول البحر ويحرق سفن العتيق والقديم، وسندباد الذي في تيهه يرسم مسارا، ثم المسيح هذا الفلسطيني الذي يصلب كل يوم على مرأى ومسمع من العالم". وفي تصديره لديوانه الجديد "فيروز المحيط"، الذي يقع في 86 صفحة من القطع المتوسط، يقول حسن أوريد إن "ما أعرضه ها هنا في هذا الديوان تعبير عن حالة نفسية هي مزيج من قلق وجودي، وكآبة لا يتأتى الشعر بل الإبداع إلا بهما (...) فيها نفحات ثقافة وشجون وقضايا .. وفيها تأريخ لمرحلة من حياتي قرضت فيها الشعر وأنا في المهجر بأمريكا، تبدأ منذ حللت بها وتنتهي وقد شارفت على الرحيل". وأضاف أوريد أن المرحلة "ذاتية في جانب، لكنها غير مفصولة عن سياق عالمي وقد سقط حائط برلين، وأمل الكثيرون بنهاية المآسي والحروب، ومنها مأساة الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "الأمل كان مشرعا (...) ثم كانت شخوص أو منارات تعبر عن الأمل وعن المآساة"، مشيرا أن اللغة العربية كانت البيت الذي يأوي إليه وبيتا يفضي إلى قضايا ساكنيه. وقال إنه "سنوات بعد مهامه، عدت إلى دفاتري ومذكراتي. تقلبات أنستنيها. قرأتها وتساءلت أفلا ترى النور؟ وها هي ذي تحمل ميسم مرحلة وصور تجربة، وها هي ذي ترى النور وتفصح ما بذاتي من حاجتنا للإبداع .. قد تحول مجرى العالم وعفا عن عالم هو ساحة هذه الفورات الشعرية (...) فهل في هذه الفورة فيروز أم زبد: أنت الحكم فقل ما تشاء واحكم بما تشاء، أيها القارئ. يبدأ ديوان حسن أوريد ب"مرثية" تليها 24 قصيدة شكلت كلها "لحظة" متفردة بين "الوداع" و"سكارى" و"فاكهة الشيطان" ف"اللحظة السرمدية"، ثم "طارق" و"المجذوب" و"أبو حيان التوحيدي" و"عبد الكريم" و"جمال" و"فلسطين" ليسدل "المساء" ستاره على هذه الباقة من القصائد، التي أجمع الحضور على أنها جمعت بين الإحساس المرهف والتعبير الجميل والذائقة الفنية العالية.