بنسبَة 100%، استطاعت وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بالتعاون مع شركائها، تحقيقَ تحدّي إيواء مُسنّي المغرب، ممّن لا مأوى ولا مُعيلَ لهم، خلال فصل شتاء السنة الجارية، في عمليّة كانت الوزارة قد أعلنت عن انطلاقها تحت عنوان "من أجل رعاية المسنين بدون مأوى.. مسؤوليتنا أجمعين"، يوم 13 يناير الماضي، والتي ستمتدّ إلى غاية الواحد والعشرين من شهر مارس الجاري. انتهاءُ عملية إيواء المُسنّين ممّن لا مأوى لهم، لا يعني، حسب وزيرة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، أنّ الأبواب ستُقفل في وجه المسنّين، ممّن هم في حاجة إلى مساعدة، بل ستظلّ أبواب مراكز الإيواء مفتوحة لهم، وإن انتهت حملة فصل الشتاء؛ وأضافت الحقاوي أنّ عملية إيواء المسنّين ممّن لا مأوى لهم يجب أن تكون عمليّة مُمأسسة، داعية المسؤولين عن كلّ الجهات إلى اتخاذ مبادرات، دونما انتظار المبادرات المركزية. وزيرة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية التي قدّمت حصيلة عملية رعاية المسنين بدون مأوى، بسرورٍ بادٍ، قالت إنّ الإستراتيجية التي ستعتمدها الوزارة في سنة 2015 تهدف إلى القيام بحملة تحسيسية واسعة، لحثّ الأسر على إيواء المسنّين، عوض إرسالهم إلى دور العجزة ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، "لأنّ هذه الوضعية لا تليق بمجتمعنا"، مُشدّدة على أنّ المغرب يعاني من نقص في هذه المؤسسات، كما أنّ المؤسسات المتوفرة حاليا تعاني من ضعف الطاقة الاستيعابية وقلّة الوسائل اللوجستية. وبلغ مجموع المسنّين الذين استفادوا من عملية الإيواء والمساعدة 1162 شخصا، بنسبة مائة في المائة، منهم 887 من الذكور، أي ما يمثّل 76،33 في المائة، فيما بلغت نسبة الإناث 23،67 في المائة؛ هذه الأرقام جعلت الحقاوي تقول "يمكننا القول إنّنا وصلنا إلى جميع المسنّين الذين لا مأوى لهم". ولم تشمل عملية الإيواء المسنّين الذين لا مأوى لهم، ويعيشون في الشارع، بل شملت كذلك المسنّين الذين يعيشون في بيوتهم دون مُعيل. وجاءت جهة الدارالبيضاء الكبرى على قائمة الجهات التي ضمّت أكبر عدد من الحالات المُعالجَة، ب 153 حالة، أي بنسبة 13،17 في المائة من مجموع الحالات، ثمّ جهة مراكش تانسيفت الحوز ب129 حالة، تلتْها جهة سوس ماسة درعة بعدد حالات بلغَ 126 حالة، وجاءت جهة بوجدور الساقية الحمراء في الرتبة الأخيرة بعدد حالات لم يتعدّ 5 حالات؛ وقالت بسيمة الحقاوي إنّ هؤلاء المسنّين الذين شملتهم عملية الإيواء منهم من يعاني، بالإضافة إلى غياب مأوى، من الأمراض، بما في ذلك الأمراض العقلية، ومنهم من لا يتوفّر على هويّة. وتوزّعت المساعدة المقدّمة للمسنّين ما بين الإدماج في مؤسسات الرعاية الاجتماعية، والتي استفاد منها العدد الأكبر من المسنين، بنسبة 53،18 في المائة من مجموع الحالات، ثم الإدماج في الأسر، والإلحاق بالمراكز الاستشفائية، وتقديم المساعدة في عين المكان والتكفّل بالحالة من طرف شخص آخر (المحسنون)؛ في هذا السياق قالت الحقاوي إنّ العملية لقيت تفاعلا كبيرا من طرف الجميع، وأضافت "كانت لدينا مخاوف في البداية في ظل غياب أرقام وإحصائيات حول عدد المسنّين الذي يمكن أن يتدفّق، لكن الله لم يخيّبنا، وكان معنا، ومنحنا القوة والطاقة للقيام بهذا العمل". وقّدمت الحقاوي شكرا خاصّا للمساهمين في إنجاح العملية، سواء أفراد خليّة التتبّع، التي كانت تستقبل المكالمات، والتي قالت إنها تعمل بدون توقّف، حيث يمكن أن تَرد عليها المكالمات الهاتفية في الواحدة، وحتى الرابعة صباحا، أو المكلفين بالانتقال إلى المكان، وقدّمت الحقاوي شهادات تقديرية لعدد من الذين ساهموا في إنجاح العملية، منهم رجل الأعمال كريم التازي، الذي قالت الحقاوي إنّه وفّر الأغطية والأفرشة لجميع مراكز الإيواء "وأوْفى"، وكمال الحلو، مدير مجموعة "إم إف إم"، الذي عمل على إدراج عشر وصلات إذاعية حول العملية كل يوم، وإذاعة "أصوات"، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.