تعتبر مشكلة رائحة النفس الكريهة إحدى المشاكل المحرجة التي لا يحبذ الناس التكلم عنها، حيث عادةً ما يصاحب التحدث عن هذا الموضوع الإحساس بالحرج سواء من قبل من يعاني من هذه المشكلة، أو من يرغب في تنبيه شخص آخر بوجود تلك المشكلة لديه. "" وعلى الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى وجود عشرات الملايين من الذين يعانون من رائحة النفس الكريهة في أرجاء العالم، إلا أن الوصول إلى حل ناجع للتخلص من أسبابها بشكل نهائي ما زال بعيداً، باستثناء صرف مبالغ كبيرة على غسول الفم ومعاجين الأسنان المختلفة في محاولة للتخفيف منها والتخلص من الحرج المصاحب لها. وفي نفس السياق، أظهرت دراسة جديدة أجريت في مستشفى جامعة لويشام البريطانية، أن اللوزتين هن وراء تلك الرائحة السيئة التي تنبعث من النفس، حيث تتكون في اللوزتين حصى مشابهة لتلك التي تتكون في الكليتين وتكون على شكل نقاط بيضاء تنتشر على اللوزتين. وأشارت الدراسة إلى أن التدخين يعتبر سبباً رئيسياً وراء تكون هذه الحصى وانبعاث الرائحة الكريهة، بالإضافة إلى أن عدم غسل الأسنان يومياً بشكل جيد يساعد على زيادة الرائحة في الفم. وأوضح الباحثون أن تلك الحصى التي تظهر في اللوزتين ليست معروفة بشكل جيد لدى الأطباء، كما أن الأسباب الرئيسية وراء ظهورها ما زالت مجهولة وغير محددة تماماً. وبين الباحثون أن الحصى تعمل بسبب موقعها وطبيعتها على تجميع البكتريا التي تساعد أيضا على زيادة الرائحة الكريهة في الفم. وأكدت رئيسة فريق الباحثين المشرف على الدراسة، الدكتورة انستازيا راتشمانيدو، أن تجمع البكتريا سبب رئيسي وراء انبعاث الرائحة الكريهة بسبب تجمعها على الحصى وبدأها بالتحلل، كما أكدت أن تجمع البكتريا وتحللها يؤدي أيضا إلى التأثير على حاسة التذوق في الفم.