اختتمت أمس بأبوظبيالإماراتية فعاليات منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، الذي شارك فيه حوالي 250 عالما ومفكرا إسلاميا ممن يوصفون بالمعتدلين، بالتوصية على تأسيس مجلس إسلامي يدعى "حكماء المسلمين"، بهدف "مواجهة الفكر المتطرف والفتن في العالم الإسلامي". المُنتَدى المحتضن رسميا من الإمارات، غابت عنه شخصيات دينية مقربة من تيار الإخوان المسلمين، عرف مشاركة المغرب ممثلا في أحمد عبادي، رئيس الرابطة المحمدية لعلماء المسلمين، ومحمد الرّوكي، رئيس جامعة القرويين وعضو المجلس العلمي الأعلى، ومحمد السرار الأستاذ بالجامعة ذاتها. كما دعا إلى نشر "فقه السلم" وتشكيل جبهة إسلامية من العلماء والمفكرين لمواجهة "الفكر المتطرف"، فيما شدد المتدخلون على أن الايديولوجيات "المتطرفة" "أشعلت الصراع الطائفي وتسببت في تصاعد الإرهاب والتحريض المتزايد على العنف". وفيما شارك أحمد عبادي، بمحور حول القيم الإنسانية، حذر الروكي "بدعة التفكير" داعيا إلى استئصالها داخل المجتمعات الإسلامية، لكونها "التهديد الأكبر على السلم"، مشيرا إلى أن تكفير أي شخص "يعني الحكم المسبق عليه بدخول النار"، مشددا على أن الشيء الأخطر في مواجهة التكفيريين "أنهم يعتقدون أنهم على صواب". ويأتي تنظيم المنتدى أياماً بعد إعلان السعودية جماعة الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية"، فيما سارعت حليفتها الإمارات، المُستضيفة للمنتدى، إلى إعلان تأييدها للقرار السعودي، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، الراعية للمؤتمر الإسلامي، في بيان لها السبت الماضي، عن تعاونها مع السعودية لمواجهة الجماعة "على رأسها حظر تقديم أي شكل من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها تحت أي ظرف"، مشددة على أن القرار يأتي "درءا للفتنة ومنعا لمزيد من التمزق الذي يواجه الأمة". بعدها بيوم واحد، افتتح وزير الخارجية الإماراتية، الشيخ عبد الله بن زايد، منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، الذي اعتبر التجمع الإسلامي محاولة لرسم خارطة طريق للمجتمعات الإسلامية من أجل العيش بسلام وبعيدا عن الصراعات الطائفية وتصاعد الإرهاب والتحريض على العنف من قبل "إيديولوجيات متطرفة". المنتدى غاب عنه مجموعة من العلماء المعروفين في العالم الإسلامي، أبرزهم العلامة يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي احتجت عليه الإمارات مطلع فبراير الماضي، باستدعاء سفير قطر في أبوظبي، على خلفية ما وصفته ب"تطاول" القرضاوي على الدولة أثناء خطبة له بالدوحة، فيما شارك نائبه الشيخ الموريتاني عبد الله بن بيه، الذي يعد من المبادرين بتنظيم المنتدى، إلى جانب أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يوصف بأحد مدبري "الانقلاب العسكري" على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وخلصت توصيات المنتدى إلى عقده سنويا بأبوظبي، ونشر أعماله"لترسيخ ثقافة السلم في المجتمعات المسلمة"، وإلى تأسيس فرق من الشباب المسلم "المتشبع بدينه لمخاطبة الشباب برسالة السلم وتعايش"، إضافة إلى تأسيس جهاز إعلامي ممسوع ومرئي ومكتوب "يؤصل لمفاهيم السلم".