أثار قرار وزارة الزراعة والصيد البحري والأغذية الإسبانية السماح بتصدير الأغنام الحية إلى الجزائر، بدءاً من 21 أبريل الجاري، موجة انتقادات حادة من طرف الجمعية الوطنية لصناعات اللحوم في إسبانيا (أنيس). ويأتي هذا القرار في وقت تسعى الجزائر إلى استيراد أعداد كبيرة من الأغنام لتلبية الطلب المتزايد قبيل عيد الأضحى، بعد أن قررت استيراد مليون رأس ماشية لتغطية النقص المحلي، وفق تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مارس 2025. وكان المصدرون الإسبان طالبوا بالسماح بالتصدير إلى الجزائر بعد قرار المغرب في فبراير 2025 إلغاء شعيرة ذبح الأضحية لهذا العام، ما وجه أنظارهم نحو السوق الجزائرية لتعويض الخسائر الناتجة عن توقف الشحنات إلى المغرب، وهو وجهة رئيسية سابقة للأغنام الإسبانية. وأعربت جمعية "أنيس" عن أسفها العميق لهذا القرار، مشيرة إلى أن تراجع القطيع الوطني للأغنام في إسبانيا خلال السنوات الأخيرة أدى إلى نقص حاد في العرض، ما رفع أسعار الحيوانات الموجهة للذبح إلى مستويات قياسية، وأوضحت أن تصدير الأغنام الحية إلى الجزائر، إلى جانب التصدير المستمر إلى المغرب سابقاً، يفاقم الضغط على السوق المحلي، ويهدد التوازن الاقتصادي لسلسلة القيمة في صناعة اللحوم. من جهته أكد جوزيبي ألويزيو، المدير العام لجمعية "أنيس"، أن هذه الخطوة تمثل "حلاً سهلاً" على حساب قطاع اللحوم، مشدداً على أنها تضر بالقدرة التنافسية للصناعة الإسبانية وتُضعف صورة "ماركة إسبانيا" عالمياً. وأشار المتحدث إلى أن التصدير الحي كان يُعتبر "خطاً أحمر" بسبب المخاطر الصحية المرتبطة بعودة وسائل النقل من دول تعاني من أمراض حيوانية معدية، ما قد يُهدد القطاع الزراعي الإسباني. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت سوقاً إستراتيجية لتصدير اللحوم ومخلفات الأغنام الإسبانية على مدى سنوات، إذ احتلت في 2024 المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الحجم والثانية من حيث القيمة بين الدول المستوردة من إسبانيا.