شهدت قاعة العروض بالمركب الثقافي لا كورنيش بمدينة الناظور إنطلاق برنامج الندوة العلمية الثانية للدورة الثامنة عشرة لجامعة مولاي علي الشريف "المرحلة الثانية من عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف : 1939-1955"، بغياب لوزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي لإلتزامات طارئة حسب ما أكده الكاتب العام للوزارة، وغياب عبد الحق المريني مؤرخ المملكة ،الناطق الرسمي باسم القصر الملكي رئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف لإرتباطه بتنقل خارج الوطن برفقة العاهل المغربي محمد السادس. الندوة العلمية الثانية، والتي اختيرت لها مدينة الناظور بعد الأولى المنظمة بالريصاني في إقليم الراشيدية، عرفت احتجاج فعاليات مدنية بالمدينة عبر رفع لافتة يطالب من خلالها الغاضبون برحيل مندوب الثقافة بالإقليم، حفيظ بدري، محملين مسؤولية تردي الشأن الثقافي بالإقليم للوزارة الوصية على القطاع. و تفاعلا مع الاحتجاج تحدث محمد لطفي لمريني، كاتب عام وزارة الثقافة، عمَّا أسماه تطورّا في البنيات التحتية الثقافية، والتنشيط الثقافي والفني بالإقليم، مؤكدا أن ذلك تمّ بتظافر مجهودات الفاعلين والشركاء، ساردا مجموعة من المشاريع التي عرفها الإقليم في الفترة بين سنتي 2011 و 2013 ، والتي تندرج أغلبها في إطار تجهيز مركّبات سوسيو تربوية. و أكد لطفي لمريني أن لجنة ستشكل من وزارة الثقافة والمسؤولين المحليين وبشراكة مع وزارات أخرى لتقييد المأثر التاريخية بالإقليم ووضع مسار سياحي ثقافي لها، مشددا على أن الوزارة تعتز بالمنجزات المحققة، مؤكدا أن المنطقة بحاجة للعديد من التجهيزات الثقافية لإرضاء تطلعات ساكنتها و شبابها. و في كلمة افتتاحية قال سعيد الرحموني رئيس المجلس الإقليمي للمدينة إن علاقة ساكنة الناظور وطيدة بالملك الراحل محمد الخامس، باعتبار أن خطابه في المدينة بعد خطاب طنجة قد أثنى من خلاله على أبناء المنطقة لجهادهم ومقوماتهم من أجل تحرير المغرب، معتبرا أن اللقاء سيمكّن من الكشف عن بعض الجوانب المهمة من تاريخ و فكر الملك محمد بن يوسف، وكذلك من الكشف عن تاريخ المنطقة والمخططات الإستعمارية التي كانت تروم حينها تقسيم المغرب لعدة جهات و التي تحطمت بفعل عزيمة و إصرار المقاومين. وقد أورد عامل الإقليم مصطفى العطار في كلمته أن الدورة الثامنة عشرة لجامعة مولاي علي الشريف ستنكب على دراسة فترة مهمة عاشها المغرب على عدة مستويات ،و ذلك من خلال ربط الماضي بالحاضر، وإبراز أهم الإحداث و مختلف التطورات التي عرفهتها البلاد حينها "والتي ساهمت بشكل كبير في تشييد صرح الدول الحديثة وتحصين وحدتها الترابية تحت رعاية الملك الراحل محمد الخامس" يقول العطار. و نيابة عن مؤرخ المملكة و الناطق الرسمي باسم القصر الملكي عبد الحق لمريني قال عضو اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف أن الندوة العلمية الثانية تأتي تماشيا مع التوجه الجديد لوزارة الشؤون الثقافية واللجنة العلمية للجامعة والتي تروم من خلالها إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المثقفين من جهات المملكة، لتساهم في توسيع دائرة معارف الأجيال الصاعدة حول كفاح أجدادهم وملوكهم في المحافظة على سيادة البلاد ووحدتها الترابية والدينية، وصيانة كرامة ذويها. وتمتد الندوة العلمية الثانية على مدى يومين، حيث ستحتضن قاعة العروض أنشطة ثقافية تبرز بعض المحطات البارزة من حياة الملك الراحل محمد الخامس، وتشمل محاضرات يلقيها باحثون من مختلف المؤسسات الجامعية ومعاهد البحث والتكوين، عرض شريط وثائقي حول"محمد الخامس: الملك المجاهد" من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، و معرض الوثائق والصور من إعداد مديرية الوثائق الملكية، ومعرض المسكوكات والأوراق البنكية من إنجاز مؤسسة بنك المغرب، ومعرض الكتب والأبحاث المنجزة حول الدولة العلوية من تنظيم مديرية الكتاب والخزانات بوزارة الثقافة.