طلبت السلطات المغربية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تأجيل زيارة العمل التي كان سيقوم بها للمغرب في العاشر من الشهر الحالي إلى النصف الثاني من أكتوبر المقبل. "" وقالت مصادر مغربية إن التأجيل يعود لأسباب مرتبطة بالأجندة. وكان من المقرر أن يجتمع الملك محمد السادس مع الرئيس ساركوزي في مدينة وجدة قرب الحدود مع الجزائر. وقال مصدر مغربي إنه "نظرا لعلاقة الصداقة القائمة بين محمد السادس وساركوزي"، فإن المغرب يأمل أن تكون الزيارة زيارة دولة وأن تدوم أكثر من بضع ساعات كما كان مقررا خلال الزيارة التي أجلت. وكان من المفترض أن ينهي ساركوزي جولة سريعة إلى الجزائر والمغرب وتونس، وذلك في أول رحلة له خارج أوروبا منذ تولي منصبه منتصف مايو الماضي. ويزور ساركوزي –كما كان مقررا- الجزائر في العاشر من يوليو حيث يتناول غداء عمل مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ثم سيتوجه مباشرة إلى تونس لتناول العشاء مع الرئيس زين العابدين بن علي. اهتمام قديم وقال ديفد مارتينو المتحدث باسم الرئيس الفرنسي إن "اهتمام ساركوزي بالمغرب العربي قديم"، مذكرا بالزيارات العديدة التي قام بها إلى دول المنطقة حين كان وزيرا للداخلية ووزيرا للمالية أو بوصفه رئيسا لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني. وتعود آخر زيارة لساركوزي للجزائر إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2006 حيث التقى مطولا حينها بالرئيس الجزائري. وقال مارتينو "إنهما رجلان يقدران بعضهما كثيرا". وشهدت العلاقات بين فرنساوالجزائر بعض التوتر في السنوات الأخيرة خاصة بعد إلغاء توقيع معاهدة صداقة بين البلدين كانت ستقر نهاية 2005. ويعود الإلغاء إلى جدل حول قانون فرنسي صدر في23 من فبراير/شباط 2005 تضمن بندا حذف لاحقا، يشير إلى "دور إيجابي" للاستعمار الفرنسي. غير أن مارتينو قلل من شأن هذا التوتر في التأثير على أعمال زيارة ساركوزي التي قال إنها ترمي إلى "الإشادة بالصداقة الفريدة من نوعها والثابتة التي تجمع شعوبنا ودولنا وعرض فكرة الاتحاد المتوسطي على شركائنا المغاربيين". ويسعى ساركوزي لإقامة شراكة رسمية تضم دول جنوب أوروبا وهي إسبانياوفرنسا واليونان وإيطاليا والبرتغال وجيرانها في شمال أفريقيا وهي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومصر. ولمح الرئيس الفرنسي إلى أنه يريد استقطاب تركيا للانضمام للمجموعة بدلا من أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي.