دافع عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، عن حصيلة القطاع السياحي المغربي خلال السنة الفارطة، واصفا إياها بالاستثنائية. وشدد رئيس الحكومة، في رده على نواب المعارضة الذين طرحوا رقم "17,4 ملايين سائح على طاولة التشكيك على اعتبار أنه يدمج المغاربة المقيمين بالخارج"، على أن المهم ليس هذا الرقم؛ بل إن "الحكومة استطاعت خلال السنة الماضية لوحدها 3 ملايين سائح إضافي مقارنة بسنة 2023". هذه الأهمية، كما ذكر أخنوش خلال الجلسة العامة للمساءلة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس النواب التي عقدت لتدارس "التوجهات الكبرى للسياسة السياحية في بلادنا"، راجعة إلى أنه "على مدى عشر سنوات، أي من 2010 إلى 2019 تمكن القطاع من استقطاب 3,2 مليون سائح إضافي فقط؛ ما يعني أن الحكومة بفضل وجاهة اختياراتها حققت في سنة واحدة ما حقق في سنوات طويلة". واعتبر المسؤول الحكومي أن "القطاع السياحي يشكل بالنسبة للحكومة قصة نجاح حقيقية"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "ليس مزايدات سياسية، بقدر ما هو لحظة افتخار جماعي لنا كاملين"، بتعبيره. برغم ذلك، قال أخنوش، معقبا على مداخلات فرق الأغلبية والمعارضة: "أخطر شيء هو دخول البعض في حالة نكران الواقع. يرى الإنجاز ويصوره على أنه فشل"، شارحا أن "العالم كله يثني على تطور القطاع السياحي ببلادنا؛ في حين هناك من يغرد خارج السرب". واستحضر رئيس الحكومة أن "المنظمة العالمية للسياحة وضعت، في أواخر أكتوبر المنصرم، المغرب في المرتبة الخامسة ضمن أفضل الوجهات السياحية بالعالم"، معتبرا أنه لذلك "لا يوجد ما يبرر فقدان البوصلة في الوقت الذي تعد فيه هذه الأرقام غير مسبوقة، وحققت حتى قبل موعدها المرسوم، أي سنة 2026". وذكر أخنوش أنه "منذ ثلاث سنوات تقريبا، يرتفع عدد السياح في المغرب ب3 ملايين سائح سنويا، وبهذه 'النية' التي سوف تشتغل بها الحكومة سوف يصل المغرب إلى طموح 26 مليون سائح سنة 2030، فيكون ضمن قائمة أفضل 15 وجهة سياحية بالعالم". "مجهود استثنائي" قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مخاطبا المسؤولة عن القطاع فاطمة الزهراء عمور، في رد مبطن، لتوصيف النائبة البرلمانية ريم شباط للوزيرة بوزيرة السياحة والسلفيات: "إيلا كان السيلفي كيجيب 14 مليون كثر منو الله يجازيك بخير"، مشددا على أن "ما قامت به الحكومة في هذا الصدد مجهود استثنائي". وعاد أخنوش إلى التطرق "لسلسة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة؛ فساهمت في تحقيق القطاع السياحي أرقام مهمة"، ذاكرا "تقديم قروض بدون فوائد وتسهيلات مالية لفائدة بعض المؤسسات الفندقية، وتخصيص 240 مليون درهم لتأهيل القطاع السياحي في مناطق الزلزال، و6 مليارات درهم سوف تخصص للاستثمارات العمومية في القطاع السياحي". وزاد: "هذا مجهود مالي كبير استثنائي". وذكر أن "المجهودات الحكومية أثمرت إعادة فتح عدد من المؤسسات الفندقية التي كانت تواجه مشاكل اضطرتها إلى الإغلاق؛ ففي الرباط 26 مؤسسة فندقية مصنفة فتحت، بينها فنادق من خمس نجوم، ما سيمكنها من جلب عدد كبير من السياح لمدينة الأنوار التي يؤكد الكثير من الأجانب رغبتهم في قضاء العطلة بها مرة أخرى بعد زيارتهم لها، وكذلك الأمر بالنسبة لأكادير". أما بالنسبة لورزازت، أضاف أخنوش: "حددنا لائحة 13 وحدة فندقية مغلقة، وبذلنا مجهودا كبيرا للحصول على 8 طلبات للاستثمار؛ 5 منهم حصلوا على الدعم وسوف يبدؤون عملهم عما قريب". "رؤية شمولية" أصر أخنوش على أن "للحكومة رؤية شمولية للقطاع، لأنه في السابق كانت التدخلات تهم المنتجعات والمحطات الكبيرة، بينما المفروض أنه اليوم يجب أن يصبح المجهود في هذا الصدد موحدا بين جميع القطاعات"، مردفا أنه "لذلك جاءت بمشاريع عديدة من أجل دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة، مثل بنك المشاريع؛ لأنها تعرف أن دور الأخيرة في التشغيل مهم فهي تخلق القيمة المضافة". وتطرق رئيس الحكومة في هذا السياق إلى تركيزها على "دعم الاستثمار في القطاع السياحي، من خلال مجموعة من الآليات"، قائلا إن الاستثمارات السياحية تقارب 20 في المائة من الاستثمارات التي صادقت عليها اللجنة الوطنية للاستثمارات المعقودة في آخر دوراتها المنعقدة في دجنبر الماضي"، مؤكدا وجود "إقبال كبير من لدن المستثمرين في القطاع السياحي، وهم يمثلون علامات كبيرة وطنية وعالمية". واستحضر أخنوش الدور الاستراتيجي للربط الجوي في النهوض بالسياحة، مبرزا أن "الحكومة لديها خطة واضحة في هذا الصدد، من أجل مضاعفة أسطول طائرات الخطوط الجوية الملكية المغربية أربع مرات، حيث سينتقل من 50 إلى 200 طائرة في إطار رؤية تمتد لسنة 2037′′، وزاد: "في السياق نفسه اشترت الشركة طائرتين جديدتين من فئة بوينغ 787". وقال إن "هذا الأمر سوف يساهم في فتح خطوط جديدة بمجموعة من الوجهات العالمية كالدار البيضاء- تورنتو، والدار البيضاء- ساوبولو، وهي وجهات جديدة سوف تجلب نوعا جديدا من السياح"، في ما بدا ردا على دعوات النواب لتنويع الأسواق المستهدفة من خلال الربط الجوي. وأشار المسؤول الحكومي إلى "توقيع شراكات مع مجموعة من الفاعلين في قطاع الطيران العالمي، تهدف الوصول إلى 10 ملايين مسافر على متن هذه الخطوط في أفق سنة 2027". وأكد عزيز أخنوش للنواب أن الحكومة بذلت "مجهودا كبيرا خلال الفترة السابقة من أجل الترويج للوجهات السياحية عبر مجموعة من المبادرات؛ فقد وظفت مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ حملات رقمية موجهة للأسواق الرئيسية، فحققت أكثر من 100 مليون ظهور، وكذلك بالنسبة لحملة "نتلاقوا فبلادنا" من أجل تشجيع السياحة الداخلية، فضلا عن المعارض الدولية".