"هل لاحظت أن جميع الدمى ترتدي ملابس محتشمة تغطى جميع جسدها عدا الوجه والشعر؟.. نعم يبدو أن المانيكانات هي الأخرى تحتشم في هذا الشهر الفضيل!". "" هذا الحوار الذي دار بين سعاد وفاطمة أمام واجهة أحد محلات الملابس النسائية وسط مدينة الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، يعكس ما يصفه كثيرون بظاهرة إقبال أصحاب المحال في المغرب على تجنب عرض "المانيكانات" شبه العارية، وإلباسها أزياء محتشمة تتناسب مع شهر رمضان مراعاة لمشاعر الصائمين. وبعد أن فرغت سعاد، وهي محاسبة شابة، من حديثها مع صديقتها، قالت ل"إسلام أون لاين. نت": "إن هذه الخطوة التي أقدم عليها الكثير من أصحاب المحال تستدعي الاحترام والتقدير، إذ تؤكد أن المغاربة بجميع شرائحهم يراعون المناسبات الدينية ويعطونها الأولوية والاعتبار اللازمين". وتجاوبت معها فاطمة، والتي تعمل في نفس المهنة، قائلة: "أكيد أننا نحن المغاربة ورغم كل السلوكيات المنحرفة التي نستنكرها على أنفسنا، نظل أصلاء مسلمين نحافظ على نقاء عبوديتنا لله، ورمضان يأتي ليكشف عن هذا المعنى العميق فينا". وعي ديني وبالرغم من أن أصحاب المحال يدركون أهمية توظيف "المانيكانات" في جذب الزبائن، فإن الأولوية عند الكثير منهم تبقى لاحترام مشاعر المغاربة، خاصة في المناسبات الدينية مثل رمضان. عن هذا قال مصطفى هراس، صاحب محل ملابس نسائية في الدارالبيضاء: "أصبح أصحاب المحال التجارية في السنوات الأخيرة يتجنبون عرض المانيكانات عارية أو بملابس داخلية تثير حفيظة الصائمين". واعتبر أن ذلك "يدل على ارتفاع مستوى الوعي الديني في المجتمع المغربي". أما عادل الدامي، صاحب محل بمنطقة الحي المحمدي، فقال إن: "احترام وتوقير المناسبات الدينية يبقى هو الدافع إلى مثل هذا السلوك الذي ننتهجه في الشهر الكريم، وأتمنى يمتد التخلي عن عرض المانيكانات شبه العارية إلى السنة كلها وليس شهر رمضان فقط". المانيكانات.. داعيات! بعض التعليقات التي يتداولها مواطنون مغاربة وصلت إلى حد وصف "المانيكانات" في زيها الرمضاني بالداعيات، معتبرين أنها بملابسها المحتشمة تمثل دعوة إلى الاحتشام موجهة إلى النساء ذوات الملابس غير المحتشمة. وقال الطالب عبد العليم (24 سنة) بينما يتجول ليلا بعد أن أنهى صلاة التراويح: "يبدو أن المانيكانات بلباسها المحتشم في رمضان تمارس الدعوة الصامتة، وترسل رسائل إلى النساء غير المحجبات أو اللائي يرتدين لباسا فاضحا أن احتشمن واستحيين خير لكن". أما هدى، وهي عاملة في إحدى الشركات، فتعتبر أن: "المانيكانات المحتشمات في شهر رمضان هي داعيات من الطراز الرفيع، فالكثير من صديقاتي تأثرن باحتشام المانيكانات، وقلن: كيف لا نحافظ على الحشمة والوقار ونحن المسلمات في الوقت الذي فعلت ذلك جمادات؟". *(إسلام أونلاين.نت)