أزالت مدينة بيزييه في جنوبفرنسا الخميس في "إجراء احترازي" ملصقا يصور المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في إطار حملة ترويج لفرز النفايات، بعدما دانته إيران واعتبرته "مهينا". وكانت بلدية مدينة بيزييه قد أطلقت حملة على الحافلات تدعو إلى فرز النفايات، مستخدمة صورا لخامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ونُشر الملصق على حساب بلدية المدينة على فيسبوك وعلى الجزء الخلفي ل 70 حافلة تسير في المدينة، وكُتب عليه "لا تنسوا فرز القمامة". وهذا النوع من الاستفزاز مألوف بالنسبة لرئيس بلدية مدينة بيزييه روبير مينار القريب من اليمين المتطرف. ودان المدير العام لأوروبا الغربية بوزارة الخارجية الإيرانية، مجيد نيلي، بشدة تصرف المدينة الفرنسية الذي "يسيء إلى القيم المقدسة والشخصيات في بلدنا"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا". وقال نيلي "استخدام محتوى مسيء ضد مسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يشكل انتهاكا صارخا للمبادئ والقواعد المقبولة دوليا القائمة على احترام القيم الثقافية للدول الأخرى". كذلك، دعا الحكومة الفرنسية إلى "اتخاذ التدابير المناسبة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال الاستفزازية". وأكد مينار في اتصال مع وكالة فرانس برس الخميس أن اختيار صور هؤلاء الزعماء الثلاثة لهذه الحملة كان "دعابة"، لكنه أضاف أنه "في الواقع، نتعامل مع ديكتاتوريين". ولفت إلى أن فرز النفايات "مشكلة حقيقية، وقمنا بحملات عديدة، لكنها لم تحقق أي نتيجة، ولم يلاحظها أحد حتى!". وتابع "على الأقل هذه الحملة، الجميع يلاحظها". وردا على إدانة طهران، قرر مينار إزالة هذه الملصقات على الفور، مؤكدا أنها ستُستبدل الجمعة بحملة جديدة ضد السكن غير اللائق. وصباح الخميس، شاهد مصور وكالة فرانس برس عمالا تابعين للبلدية يزيلون الملصقات المنتشرة على الحافلات. وقال مينار ظهرا لفرانس برس إنه "إجراء احترازي". وأضاف "لا أريد أن أعرض الناس للخطر. نحن نأخذ الأمر على محمل الجد، ولا أريد أن يتعرض سائقو حافلاتنا على سبيل المثال لمشكلة"، مستشهدا بقضية الكاتب الأميركي البريطاني سلمان رشدي، الذي أصدر آية الله الخميني فتوى بإهدار دمه في العام 1989. وتعرّض رشدي للطعن وأصيب بجروح خطرة في غشت 2022 خلال مؤتمر في نيويورك على يد شاب أميركي من أصول لبنانية يشتبه بأنه على صلة بالنظام الإيراني. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء اعتبر أن طهران تشكل التحدي الأمني والاستراتيجي الرئيسي في الشرق الأوسط. وقال ماكرون أمام السفراء الفرنسيين في الاليزيه "إيران هي التحدي الإستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بكاملها وأبعد من ذلك بكثير". ودعت فرنسا رعاياها إلى عدم التوجه إلى إيران إلى حين "الإفراج الكامل" عن الفرنسيين المعتقلين في هذا البلد.