تصدر اهتمامات الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأحد قمع السلطات في الجزائر لمظاهرة مناهضة لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة، وإعلان نتائج انتخابات هيئة صياغة الدستور في ليبيا، والمخاض الأمني والسياسي والاقتصادي الذي يعيشه هذا القطر المغاربي. ففي الجزائر عبرت الصحف عن إدانتها للقمع الذي تعرضت له مظاهرة نظمت أمس السبت وسط العاصمة الجزائر ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة منددة بممارسات "الدولة البوليسية". وكتبت صحيفة (الوطن) في مقال لها أن "الدولة البوليسية والقمعية ربحت أمس معركة ضد الشعب الجزائري الذي تخوض حربا مفتوحة ضده". وأكد كاتب المقال أنها "جولة فقط وليس هناك ما يوحي بأن الشعب الجزائري الذي تخلص من مستعمر غاشم سيدع هؤلاء المستعمرين الجدد الذين سيطروا على الجزائر بالعنف منذ 1962"، مبرزا أن هذا القمع العنيف يؤكد تحليلات المراقبين التي لم تفوت الفرصة لتذكر بأن "أسياد البلد ليسوا مستعدين بعد لترك الفريسة وثرواتها". ورأت صحيفة (ليبيرتي) في افتتاحيتها أن تجمعات المواطنين المناهضة للتمديد لعهد بوتفليقة تعد "تعبيرا عن انتفاضة حقيقية تنتصر لكبريائهم"، معتبرة أن هذه "التحركات المواطنة مقرونة بالانسحاب المتوالي للمرشحين، وكذا الدعوات لمقاطعة مسرحية انتخابات17 أبريل، ستسهم بلا شك في إنقاذ ما تبقى من شرف الأمة وصورتها". وكتبت الصحيفة أن "الجزائر ليست، ولاينبغي أن تكون على الشاكلة التي يريدها معسكر الرئيس وأتباعه أي أرضا مأهولة بجماعات سكانية بدائية وخانعة"، مؤكدة أن "الجزائر الحقيقية هي التي أسمعت صوتها أمس في العاصمة الجزائر والبويرة وقسنطينة بعدما صدحت به في شبكات التواصل الاجتماعي". وأفادت صحيفة (ليكسبريسيون) بأن تعزيزات أمنية كبيرة تم نشرها لردع المتظاهرين في وقت مافتئ هؤلاء يؤكدون الطابع السلمي لتحركهم، مشيرة إلى أن العديد من مناضلي حقوق الإنسان والمعطلين وممثلي أسر المفقودين والصحفيين شاركوا في التظاهر رافعين شعارات من قبيل "النظام المجرم" و"لا لولاية رابعة" و"لا للدولة البوليسية". صحيفة (لوسوار دالجيري) ذكرت أن متظاهرين من منطقتي بجاية وتيزي وزو منعوا من التوجه إلى العاصمة الجزائر، مرجحة أن يتم تنظيم مظاهرات أخرى في الأيام القادمة بينما لم تستبعد صحيفة (لوكوتيديان دوران) أن تكون مناهضة الولاية الرابعة للرئيس بوتفليقة "شرارة الربيع الجزائري". في ليبيا، اهتمت صحيفة (فبراير) بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات النتائج الأولية لانتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور والتي همت47 مقعدا فقط من أصل 60 نظرا لتعذر إجراء الاقتراع "لدواعي أمنية" في 13 مركزا انتخابيا. وأوردت الصحيفة تصريحا لرئيس المفوضية نوري العبار عبر فيه عن "الأسف الشديد لتعليق الانتخابات في عدد من الدوائر والمراكز الانتخابية التي ساد فيها التوتر الأمني، وحال دون إجراء انتخابات بها"، موضحا أنه فور إعلان النتائج الأولية ستبدأ فترة الطعون القضائية والتي تستمر لمدة 12 يوم، على أن يتم بعد ذلك الإعلان عن النتائج النهائية والمصادقة عليها. وتوقفت الصحيفة أيضا عند "حالة العزوف" التي طبعت هذا الاستحقاق الانتخابي والتي عزتها، وفقا لشهادات عينات من المواطنين، إلى "تخاذل أعضاء المؤتمر الوطني العام الذين انتخبهم الشعب في أداء مهامهم" و"ضعف الدعاية الانتخابية التي أدت إلى عدم التعرف على المرشحين" و"ضعف تمثيلية المكونات الثقافية والعرقية في لجنة صياغة الدستور وخاصة الأمازيغ". صحيفتا (أخبار الحياة) و(وطني) واكبتا المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ليبية منها بنغازي ودرنة وطبرق مطالبة ب"استتباب الأمن في البلاد ووضع حد لنزيف القتل والاغتيالات"، مؤكدة رفضها تمديد فترة ولاية المؤتمر الوطني العام. وأفادت الصحيفتان أن المتظاهرين رفعوا شعارات تندد بعجز السلطات عن اتخاذ "إجراءات حازمة ضد العصابات المارقة التي تقتل الناس في واضحة النهار"، مشيرتين في السياق ذاته إلى أن المجلس المحلي لنبغازي كبرى مدن الشرق الليبي "أمهل الحكومة أسبوعا لاتخاذ إجراءات جادة لتوفير الدعم الأمني للمدينة". وبخصوص السجال السياسي المحتدم بين الفرقاء الليبيين، كتبت صحيفة (وطني) في افتتاحيتها أن "اختلاف وجهات النظر والرؤى أمر طبيعي وسيفضي في نهاية المطاف إلى بلورة الصيغ الأفضل للارتقاء بالعمل الوطني الذي يعزز مسيرة النماء والتقدم"، محذرة من مخاطر "الاختلافات بين حملة القنابل ومهندسي الدسائس والمؤامرات الذين يسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد ليعودوا بنا إلى عصر الجنرالات". في الشق الاقتصادي، تطرقت صحيفة (ليبيا الجديدة) إلى الخسائر المالية التي تتكبدها الدولة جراء إغلاق (حقل الشرارة) النفطي منذ 20 فبراير الماضي والتي تقدر ب 34 مليون دولار يوميا. وأفادت الصحيفة أن إنتاج ليبيا من النفط تهاوى إلى 230 ألف برميل يوميا جراء إغلاق هذا الحقل الذي تصل طاقته الإنتاجية اليومية إلى 350 ألف برميل. أما صحيفة (ليبيا الاخبارية) فأبرزت من جهتها دعم القمة السابعة عشرة لدول تجمع السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) التي انعقدت بالعاصمة الكنغولية كنشاسا للعملية السياسية الجارية، داعية إلى إعداد خطة طريق فاعلة للمرحلة القادمة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي إلى بناء دولة المؤسسات والقانون.