واصلت الصحف الجزائرية، في أعدادها اليوم الخميس، رصدها لتطورات الشأن السياسي بعد الإعلان عن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، فيما اهتمت نظيرتها الليبية بالدورة الثانية للمؤتمر الدولي الوزاري لدعم ليبيا المزمع عقده في روما شهر مارس القادم، وكذا بتعثر انتخابات لجنة صياغة الدستور شرق البلاد. ففي الجزائر، تحدثت صحيفة (ليكسبريسيون) عن "حالة استنفار قصوى" تعم أوساط المرشحين للانتخابات الرئاسية المرتقبة، وذلك على بعد خمسة أيام من حلول موعد وضع ملفات الترشيح، والذي يسبق "امتحان" جمع التوقيعات التي تسمح للمرشحين بخوض غمار السباق من أجل الرئاسة. وأفادت الصحيفة بأن كل وسائل التواصل، العتيقة منها والمتطورة، تستخدم لتعزيز حظوظ المرشحين لاجتياز المرحلة الإقصائية وجمع 60 ألف توقيع فردي في 25 ولاية أو600 توقيع للمنتخبين، معتبرة أن "المرشحين الكبار وحدهم القادرون على اجتياز استحقاق جمع التوقيعات". ومن جهتها، انتقدت صحيفة (لوكوتيديان دوران) "عدم الاستقرار في النظام السياسي وجنوحه القوي نحو الفوضى التي تقترن بحالة من عدم اليقين لتتحول إلى خطر كبير يتهدد البلد"، وكتبت، في هذا الصدد، عن "عبثية خطاب الاستقرار الذي يحاول محترفو السياسية ترويجه في سوق هجرها المشترون"، معتبرة أن "رفض الإصلاح من قبل النظام سيقوده إلى نفق مسدود". ومن جانبها، كتبت صحيفة (الوطن) أن "حرب المواقع التي تنشب بشكل دوري بين معسكري النظام يفبركانها ويشجعان عليها معا"، مشيرة الى أن "الرهانات المرتبطة بالانتخابات الرئاسية انحصرت في أمرين (ولاية رابعة وجهاز الاستخبارات) أججا المشهد السياسي في المرحلة التي تسبق الحملة الانتخابية". وفي المقابل، تحدثت صحيفة (ليبيرتي) عن "لعبة شطرنج"، مبرزة أن "اللاعبين الأساسيين في المعارضة يقدمون حججا هي مؤشرات أكثر منها دلائل، تفيد بأن الانتخابات القادمة محسومة سلفا"، وذلك في الوقت الذي تسود فيه الحماسة المعسكر الداعم لولاية رابعة للرئيس. ورات صحيفة (لوسوار دا الجيري) أن "الحرب الإعلامية المحتدمة حاليا تصب في مصلحة المناهضين لترشح بوتفليقة"، مبرزة أن الداعمين له "تعوزهم الحجج لمقارعة خصومهم". وفي ليبيا، أفادت صحيفة (ليبيا الاخبارية ) أن النسخة الثانية للمؤتمر الدولي لدعم ليبيا تروم "حشد المزيد من الدعم الدولي لمساندة ليبيا في الانتقال الديمقراطي، ودعم الجهود المبذولة في ما يتعلق بالحوار الوطني، وتحقيق العدالة الانتقالية، وصولا إلى المصالحة الوطنية وصياغة الدستور، بالإضافة إلى دعم بناء قدرات المؤسسات الوطنية" . كما يهدف المؤتمر، حسب الصحيفة، إلى "دعم الحكم المحلي، وتوزيع الصلاحيات، ومتابعة تنفيذ توصيات مؤتمر باريس الأول، ومبادرة الدول الثماني لتدريب الجيش والشرطة، ومتابعة وضع وتنفيذ آليات خطة طرابلس لإدارة أمن الحدود، ووضع آليات لمكافحة الفساد، وانتهاج الشفافية". وأوردت الصحيفة تصريحا للوكيل المساعد للشؤون السياسية بوزارة الخارجية الليبية، وفاء ابوقعيقيص، قالت فيه إن المؤتمر، الذي سيعرف مشاركة أزيد من 31 دولة وسبع منظمات دولية، هو امتداد لمؤتمر باريس الذي تمخضت عنه مجموعة من التوصيات لدعم ليبيا، مشيرة إلى أنه تم تشكيل عدة لجان لتفعيل هذه التوصيات تهم مجالات أمن وإدارة الحدود والأسلحة والذخائر ومخلفات الحرب والأسلحة غير التقليدية والعدالة وسيادة القانون. ومن جانبها، توقفت صحيفة (ليبيا الجديدة) عند التعثر الذي اعترى عملية انتخاب هيأة صياغة الدستور للمرة الثانية في مدينة درنة شرق البلاد، وكتبت في عنوان تصدر صفحتها الأولى "درنة المختطفة ممنوعة من الانتخاب". وأفادت الصحيفة بأن منظمات المجتمع المدني بالمدينة طالبت، في بيان لها، الساكنة بعدم الإدلاء بأصواتهم في هذا الاقتراع الذي جرى أمس الاربعاء "حفاظا على أرواحهم في ظل التهديدات بتفجير مراكز الانتخاب"، معتبرة أنه "لا يمكن لأهالي المدينة الاقتراع لاختيار لجنة الستين ضمن مشروع بناء دولة مدنية ديمقراطية وسط أجواء الرعب وسيطرة فئة على المدينة ترى في الدستور والانتخاب كفرا وتعتبر الدولة المدنية ردة تجب محاربتها". وسجلت الصحيفة أن "الدولة تقف متفرجة على اختطاف المدينة"، مشيرة إلى أنه لم يتم فتح سوى 25 مركزا انتخابيا من أصل 81 تعذر إجراء الاقتراع بها يوم 20 فبراير لدواعي أمنية. وعلى الصعيد الرياضي غطت صحيفة (ليبيا الاخبارية) وقائع الحفل الذي نظم أمس بضواحي العاصمة طرابلس إيذانا بالشروع في بناء"المعلب الوطني" لكرة القدم الذي من المقرر أن يحتضن مباريات كأس إفريقيا للأمم 2017 المسند تنظيمها إلى ليبيا. ونقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة، علي زيدان، قوله خلال الحفل الذي حضره "قيصر" الكرة الألمانية، فرانز بكنباور، إن بناء هذه المنشأة رسالة إلى العالم "مفادها أن هذا الشعب الذي انتصر في معركة الجهاد من أجل تحقيق الثورة سينتصر كل يوم في معركة البناء والإنتاج والإبداع الفني والرياضي والثقافي الذي هو عنوان الأمم ودليل رقيها". وفي الشق الاقتصادي، كشفت صحيفة (فبراير) أن البورصة الليبية تستعد لإطلاق أول صندوق استثمار إسلامي شهر أبريل القادم برأس مال يبلغ 165 مليون دينار ليبي، وبعائد سنوي متوقع يبلغ 20 في المائة. وأوضحت الصحيفة أن لجنة مشتركة بين سوق المال الليبي ومصرف ليبيا المركزي تكفلت بإطلاق هذا الصندوق "للمساهمة في إعادة الإعمار وتنشيط القطاع العقاري في ليبيا بعد ركود دام ثلاث سنوات".