الصورة: مالك "الضحى" يقدم شروحات حول إحدى مشاريعه بالكوت ديفوار انتبه.. أنت في بوسكورة حيث يحلو العيش في مخيلة البيضاويين، لكن الواقع غير ذلك، فقد تحولت حياة ما يزيد عن 150 من الزبناء، الذين عبروا عن عدم رضاهم لمستوى الخدمات التي تقدمها الشركة التي يملكها أنس الصفريوي، صاحبة مشروع "غولف سيتي"، إلى معاناة مريرة. "لا شيء تغير منذ سنتين إلى الآن"، يقول أنس معزوز رئيس جمعية "بوسكورة غولف سيتي"، بل على العكس تراكمت المشاكل تلو الأخرى". معزوز، الذي يشتغل ربانا بالخطوط الملكية المغربية، يعتبر أن "بريستيجيا" و"الضحى" تسببتا في مشاكل لا حصر لها للزبناء الذين وثقوا في هذه المجموعة العقارية "الرائدة"، واقتنوا منها شققا وفللا بأسعار خيالية بمجرد مشاهدتهم للتصاميم الورقية والوصلات الإشهارية التي كانت تبث على شاشات المقرات التجارية التي كان المناديب التجاريون يسوقون لحلم امتلاك شقة أو "فيلَّا" وسط القلب الأخضر لمدينة الدارالبيضاء. حلم مُجهض؟ صمت معزوز، الذي تلافى المس بالمسؤولين في مجموعة الضحى وفرعها بريستيجيا للسكن الفاخر، لثوان قبل أن يتابع "هل تعرفون لماذا فضلت التضحية بكل ما أملك في سبيل الحصول على فيلا ببوسكورة، نظرة واحدة على موقع المشروع من الطائرة تجعلك تقع في غرام مثل هذا المشروع". وأردف "سارعت إلى حجزها قبالة ملعب الغولف، وأنا أعرف أن الأمر لن يكون سهلا على المستوى المادي، لكن حلمي بامتلاك سكن قريب من مطار محمد الخامس ومدينة الدارالبيضاء في آن واحد، وتوفير سكن العمر لأبنائي، جعلني لا أفكر في تبعات مثل هذا القرار على حياتي ...". واستطرد المتحدث "لقد حول الصفريوي وجواد الزيات حياتنا إلى جحيم، فماذا يعني أن تتأخر مجموعة الضحى وبريستيجيا عن موعد تسليم الشقق والفلل لمدة سنتين لأصحابها؟، وماذا يعني عدم التزام المجموعة بدفتر التحملات الخاص بإنجاز البنيات التحتية في الوقت المحدد واحترام دفتر التحملات الخاص بها؟ وزاد "ثم ماذا يعني فرض أداء الرسوم المحلية للجماعة التي يتبع لها المشروع ترابيا، وفي نفس الوقت يجد السكان أنفسهم ملزمين بتسديد مبالغ الإنارة العمومية وعدم الاستفادة من خدمات جمع النفايات كما باقي جميع المغاربة الآخرين؟" يتساءل معزوز. مطالبة بفتح تحقيق توقف معزوز ملوحا بكلتا يديه "لقد سألت كافة المختصين، وأكدوا لي أنه لا توجد في القانون المغربي إقامة سكنية تصل مساحتها إلى 220 هكتار، فهذا عبث واستهزاء بالساكنة" وفق تعبير المتحدث. وأكمل متسائلا "كيف يعقل أن تطالبنا جماعة بوسكورة بأداء الضرائب والرسوم المحلية، تضاف إلى ذلك 3000 درهم واجبات شهرية ل"السانديك"، كي نستفيد من خدمات الإنارة العمومية"، قبل أن يطالب سلطات ولاية الدارالبيضاء الكبرى بالتحقيق في هذه التجاوزات وغيرها". مطالبة رئيس جمعية بوسكورة غولف سيتي بفتح تحقيق من طرف الولاية، لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يشدد على أن التحقيق يجب أن يشمل كافة الجوانب المتعلقة بمنح رخص السكن لبعض أشطر المشروع، بالرغم من عدم انتهاء الأشغال، خاصة تلك المتعلقة بالبنيات التحتية والمستشفى والمؤسسات التعليمية والسوق الممتاز والإنارة العمومية والمسالك الطرقية". "الضحى تحتقر السكان" أنس معزوز تابع حديثه لهسبريس بالقول "لنترك مسألة التأخير في تسليم الشقق والفلل لأزيد من ثلاث سنوات، والتعويضات التي يجب أن تسلمها لنا والتي تقدر بنسبة 10 % من قيمة المبلغ المسبق سنويا، كما لن نتحدث عن عدم احترام الضحى لجزء كبير من دفتر التحملات الخاص بهذا المشروع، فضلا عن التشطيبات الكارثية التي تمت في الشقق والفلل التي تم الانتهاء منها وتسليمها لأصحابها". "سأترك كل ما سبق جانبا، وأتطرق لمسألة فسخ مجموعة "الضحى بريستيجيا" لعقود الوعد بالبيع لمساكن المستفيدين من مشاريع السكن الراقي في منطقة بوسكورة بشكل أحادي وتعسفي، بل وإعادة بيعها مرة أخرى بأسعار محينة من دون وجه حق" يورد معزوز. وعلى الجانب الآخر، أكد جواد الزيات، المدير العام لبريستيجيا، في مؤتمر صحفي، أن "فسخ هذه العقود تم بشكل قانوني، وتم احترام المساطر القانونية التي ينص عليها المشرع المغربي في هذا الإطار". وأفاد الزيات أن "الحالات المعنية بهذا الأمر لا يتعدى عشر حالات"، موضحا أن "المجموعة اتصلت برئيس المحكمة، واستصدرت قرارا بفسخ العقد موضوع النزاع، ولجأت إلى سحب العقارات من أصحابها وعرضتها على البيع". محام من هيأة الدارالبيضاء، يتابع الملف عن كثب، أكدا أن القانون المغربي واضح في مسألة مسطرة فسخ عقد الوعد بالبيع، ففسخ العقدة يتطلب من المتضرر رفع دعوى قضائية ويتم استدعاء الطرفين، حتى ولو كان عقد الوعد بالبيع يتضمن بنودا احترازية ترجح كفة المنعش العقاري، لأن الجميع سواسية أمام القانون". وزاد المحامي "أنا أتابع قضايا الجمعية، ونحن لم نطلع على أي حكم في هذا المنحى، وإن كان هناك حكم قضائي فلم لا تكشفه الضحى، ثم هل يعقل أن يفسخ عقد الوعد بالبيع في غياب صاحب الشأن"، يتساءل المختص القانوني. أنس معزوز، رئيس جمعية بوسكورة غولف سيتي، يرى أن موقفهم في الجمعية واضح، فالأمر يتعلق بخرق سافر لالتزامات الضحى وبريستيجيا، وفي غياب تام لأي قرار قضائي في هذا الشأن". المحامي والمسؤول الكبير في الدارالبيضاء، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، اعتبر أن "اللجوء إلى القضاء لفسح عقود الوعد بالبيع يتطلب شهورا أمام القضاء في المرحلة الابتدائية دون الحديث عن الاستئناف". مشروع بوسكورة.. مشاكل جمة وأوضح نفس المصدر لهسبريس "مشروع بوسكورة غولف سيتي، صادفته مجموعة من المشاكل منذ البداية، باعتبار أن هناك مجموعة من المعايير التي يجب توفرها في مثل هذا المشاريع العقارية قبل تسليم وحداتها السكنية لأصحابها، من بينها المسالك الطرقية المباشرة، والمسجد، ومراكز التسوق، والمراكز الصحية.." وكان جواد زيات، مدير عام "بريستيجيا" للعقار الفاخر، التابعة لمجموعة الضحى، قد أكد قبل سنتين أن مشروع بوسكورة، يمتد على مساحة 220 هكتارا، ويتوفر على العديد من التجهيزات، من قبيل فندق، ومراكز تجارية، ومصحة، وغولف ب 18 حفرة، وناديا. وأكد أن بريستيجيا تحرص على تمتيع هذا الصنف من السكن بالتجهيزات الضرورية، فضلا عن تأمين ربط كل هذه المنتوجات بشبكة طرقية تسهل عملية الولوج من وإليها في ظروف جيدة.. تأكيدات لم تتحقق بعد على أرض الواقع رغم مرور شهور وشهور، مقابل فرض الأمر الواقع على فئة من المغاربة ضحوا بالغالي والنفيس للظفر بسكن في بوسكورة، قيل إنه فاخر، يحترم آدميتهم.. سكنٌ اضطر العديد ممن استلموا وحداتهم العقارية إعادة تشطيبها من جديد (أنظر الصور) بمبالغ تتراوح ما بين 60 و70 مليون سنتيم، لمعالجة التسربات المائية وإعادة الطلاء والممرات..تماما كما يحدث في مشاريع الضحى للسكن الاجتماعي.