قال عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، إن مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية تعتبر أفضل ثلاث مدن بالمملكة، لافتا إلى أن "المغرب ومنذ استرجاع الأقاليم الجنوبية للحاضرة المغربية سنة 1975، بدأ في بذل جهود كبيرة على مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية، وكذلك في تطوير البنية التحتية". جاء ذلك خلال مباحثات جمعت عبد السلام بكرات، صباح اليوم بمقر ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، بوفد من الولاياتالمتحدة يضم في تشكيلته كل من جيم روبيرت روس، عمدة مدينة أرلينغتون التابعة لولاية تكساس، وأندرو جينثر، عمدة مدينة كولومبوس التابعة لولاية اوهايو الأمريكية الذين يزوران الأقاليم الجنوبية للمملكة في إطار زيارة عمل مع مجالس الجماعات بالعيون والداخلة. وأشاد والي العيون ب "نوعية العلاقات الثنائية التي تجمع المغرب والولاياتالمتحدة، القائمة على قيم الاحترام والتفاهم المتبادل"، معتبرا في الوقت ذاته أن "حجم التعاون بين البلدين يرقى الى مستويات متقدمة، خاصة في الدفاع عن السلم والأمن الدوليين والعمل المشترك من أجل التنمية ورفاهية الإنسان". وعبر المسؤول الأول بجهة العيون عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية المتينة القائمة بين البلدين، مؤكدا حرص المملكة المغربية على تطوير وتنمية العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في كل ما من شأنه تحقيق الأهداف والتطلعات المشتركة، ومذكرا ب "العلاقات طويلة الأمد التي تجمع البلدين منذ أن أصبح المغرب أول دولة تعترف بالولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1777". كما بسط بكرات عرضا شاملا حول العناية المولوية التي يوليها الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية، خاصة في ما يتعلق بالتنمية السوسيو- اقتصادية ومختلف المشاريع التنموية التي تم تنزيلها في الصحراء المغربية، لافتا إلى أن "المملكة تتطلع إلى أن تشكل الأقاليم الجنوبية قطبا اقتصاديا رائدا على الصعيد الوطني والدولي؛ من خلال مشاريع النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015، بتكلفة ناهزت 90 مليار درهم"، موضحا أن "تفاصيل المشروع الملكي سيتم شرح تفاصيله خلال الزيارة الميدانية المبرمجة للمشاريع الكبرى والعرض التقني المقدم بجماعة العيون". من جانبه، أعرب جيم روبيرت روس، عمدة مدينة أرلينغتون عن إعجابه بغنى وتنوع الثقافة المغربية ودهشته بمستوى التقدم الذي شهده المغرب على مختلف الأصعدة خاصة في مجال البنى التحتية، كما شكر سلطات المملكة المغربية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وأشاد المسؤول الأمريكي بالعلاقات التاريخية المشتركة بين الشعبين المغربي والأمريكي، مشددا على "أهمية تعزيز هذه الروابط التي تمتد لعقود من التعاون والصداقة؛ وهو ما جسدته الزيارة التي تدخل في دعم وتطوير العمل المشترك بين الجانبين". وأضاف روس، أن "الزيارة الأولى من نوعها للأقاليم الجنوبية مكنتنا من الاطلاع عن كثب على أهمية التعاون والتنمية المحلية"، مشيرا إلى أن "المغرب هو أقدم صديق لبلدنا ونحن سعداء بتأكيد علاقاتنا الاستراتيجية". إثر ذلك عقد الوفد، الذي يحل بالأقاليم الجنوبية في زيارة عمل، محادثات بالقصر البلدي مع مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جماعة العيون، الذي قدم بدوره مجموعة من المعطيات المرتبطة بالتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بجهة العيون الساقية الحمراء، من خلال عرض خاص بالبرنامج التنموي للجماعة الترابية للعيون، الذي يشمل مختلف المشاريع التنموية المندرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، كما أطلع الوفد على دور هذه الهيئة المنتخبة في مجال تدبير الشأن المحلي. وركز رئيس جماعة العيون في عرضه على دور المنتخبين في تسيير شأنهم المحلي، ووجاهة مقترح الحكم الذاتي، الذي يعتبر حلا تقدميا وذا مصداقية لإنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، مضيفا أن "العملية الديمقراطية التي أفرزت التمثيلية الشرعية للساكنة المحلية كفيلة بإعادة النظر وتحديد من يمثل ساكنة الأقاليم الجنوبية". كما وصف ولد الرشيد مشروع اتفاقية التوأمة مع مدينة أرلينغتنون الأمريكية باليوم العظيم، والتي تأتي بحسبه في سياق تعزيز اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء وتجسيده على الأرض من خلال خطوات عملية على الأرض تكرس الإنجازات المحققة من الدبلوماسية الملكية في تجاه الطي النهائي لهذا الملف الذي عمر طويلا. وخلال أشغال الاجتماع المشترك للتعاون بين جماعة العيون ومدينة أرلينغتون الأمريكية، عكف الجانبان على توقيع اتفاقية التوأمة، غطت مجالات الثقافة والفن والمعرفة والتنمية الاقتصادية المستدامة والسياحة. وتم توقيع هذه الاتفاقية التي تندرج في إطار رغبة الطرفين في إرساء علاقة صداقة بناءة، أساسها الاحترام المتبادل والمساواة والاهتمامات المشتركة، بالأحرف الأولى من طرف رئيس المجلس الجماعي للعيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، وعمدة مدينة أرلينغتون الأمريكية، جيم روبيرت روس، خلال حفل نظم بالمناسبة، حضره على وجه الخصوص والي جهة العيون الساقية الحمراء، وعدد من أعضاء المجلس الجماعي وبرلمانيين ورؤساء الجماعات الترابية التابعة لإقليم العيون. ووفقا للجانبين، فإن هذه الاتفاقية تأتي في إطار القيمة المماثلة التي توليها كل من جماعة العيون بالمملكة المغربية ومدينة أرلينغتون التابعة لولاية تكساس الأمريكية للتعاون المبني على العمل والتبادل الثقافي، بالإضافة إلى المكانة التي توليهما المدينتان للتنمية الاقتصادية، وتجويد الحكامة البيئية والتنمية الاجتماعية، وكذا الالتزام بالتربية وصقل مهارات الأجيال الصاعدة. كما تفتح هذه الاتفاقية التي تم توقيعها طبقا للقوانين والتشريعات الجاري بها العمل في كل من المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذا المعاهدات الدولية السارية التي يعد البلدان طرفا فيها، (تفتح) آفاقا واسعة لتعزيز الطرفين علاقات التبادل والشراكة في مجالات الثقافة والفن والمعرفة والتنمية الاقتصادية المستدامة والسياحة. وعلى صعيد آخر قام الوفد الأمريكي بزيارة ميدانية شملت العديد من المشاريع، حيث اطلع عن كثب على الجهود المبذولة لضمان التنمية الشاملة والمندمجة للجهة، كما زار منطقة القرية الرياضية التي تحتوي على عدد من ملاعب القرب المخصصة لكرة القدم ومكتبة محمد السادس الوسائطية، والقاعات الرياضية المغطاة. حري بالذكر أن زيارة الوفد الأمريكي تأتي في إطار تجسيد قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية في دجنبر 2020، القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي شرع الباب أمام تطوير علاقات التعاون بين مدن أمريكية ومدن مغربية بالأقاليم الجنوبية، وتوج بإبرام اتفاقية التوأمة بين مدينة العيون ومدينة هوليود بولاية فلوريدا في ماي 2023 بمقر جماعة العيون.