من المنتظر أن تحمل مخرجات "قمة الفرنكفونية 2024′′، المرتقب الإعلان عنها نهاية الأسبوع الجاري من العاصمة الفرنسية باريس، بشرى للمفردين جهودهم بالاشتغال ضمن المهن الإبداعية، وذلك وفق ما علمته جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر مطلعة على التقدم في إعداد وثائق هذا الموعد الدولي. وعلمت هسبريس، ليلة انطلاق الأشغال الوزارية للقمة، أن التركيز على الإبداع الثقافي قد ظفر بالاهتمام طيلة فترة التحضير لمهرجان الفرنكفونية واللقاء السياسي الذي يعقبه، إذ لاحت طيلة مدة المشاورات تساؤلات مفصلية لدى مكونات المنظمة الدولية للفرنكفونية بخصوص قدرة المبدعين على الانتفاع المالي وبلوغ الاحترافية، مع وصولهم إلى التسويق بكيفية عادلة. وحسب مصدر فرنسي رفيع المستوى، فإنه من المنتظر أن تلتزم الدول المنتمية إلى المنظمة بتفعيل ميكانيزمات تتيح الاحترام المتبادل للتشريعات التي تصون حقوق المؤلف، وذلك حتى يتمكن كل مبدع ثقافي من جني ثمار إعادة استعمال الآخرين لنتاجه، من جهة، وتتمكن منظمة الفرنكفونية من استثمار هذه الوحدة الدولية في النقاشات التي يتم فتحها مع "المنصات الرقمية"، من جهة ثانية. أما بخصوص تحقيق المكاسب التسويقية، فإن التوصيات المنتظرة من "قمة الفرنكفونية 2024" ستوكل تحديد باقي التفاصيل، وفق ما علمته هسبريس، إلى عمليات تفكير سيتم إطلاقها في صيغة "مائدة مستديرة"، كي تجد السبل المفيدة لهذه الشريحة من الشغيلة، خاصة المنتمين منها إلى البلدان الصاعدة، بينما الشق التكويني سيعتمد على شبكة "الوكالة الجامعية للفرنكفونية" من أجل رسم خريطة المؤسسات الأكاديمية ذات التجارب الناجحة في تأطير التوجهات المقاولاتية الثقافية، ثم إتاحة الاستفادة من أكثر البرامج نجاعة في التكوين والتكوين المستمر. ووفق مصدر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن التوجه الحالي يتجه صوب جني أولى الثمار من خلال تقوية القدرات المقاولاتية الثقافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإقناع أصحاب القرار بأهمية تبني النماذج الناجحة، ثم الحضور بقوة ضمن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المرتقبة في العاصمة الفرنسية خلال شهر فبراير 2025، من أجل توجيه الانشغالات نحو خطوات تشريعية عادلة وآليات مراقبة ناجعة. جدير بالذكر أن فرنسا تستضيف "قمة الفرنكفونية 2024" بعد سنتين من تنظيم تونس النسخة السابقة في جزيرة جربة، بينما لم يتم رسميا تحديد البلد الذي سيحتضن "قمة الفرنكفونية 2026′′، لكن دولة كمبوديا تبقى مرشحة وحيدة، حتى الحين، من أجل استقبال هذه التظاهرة الدولية على أراضيها، مقترحة أن يجري ذلك في مدينة "سيام ريب" الكائنة شمال غرب هذه المملكة الآسيوية.