أعلن حزب الله، اليوم الأحد، شنّ هجوم جوي وصاروخي نحو أهداف عسكرية إسرائيلية، في إطار "ردّ أولي" على مقتل القيادي العسكري فؤاد شكر؛ وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات استباقية في لبنان لمنع "هجوم كبير" للحزب. وأكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية، على الفور، أنها "ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"؛ بينما تعهّد بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ب"القيام بكل شيء" لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل. وجاء الإعلان الإسرائيلي قبل إعلان حزب الله؛ لكن لم يتضّح بعد ما إذا كان القصف الإسرائيلي بدأ قبل ردّ حزب الله أو العكس. ولم يعلن عن خسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي. في لبنان، أعلنت وزارة الصحة مقتل شخص في الجنوب في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة، صباح الأحد. وقال حزب الله، في بيان بعيد السادسة صباحا: "عند فجر هذا اليوم (...)، وفي إطار الردّ الأولي على العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبيةلبيروت"، الذي أدّى إلى مقتل فؤاد شكر ومستشار إيراني وخمسة مدنيين؛ "بدأ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجوما جويا بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصهيوني، وفي اتجاه هدف عسكري نوعي". وفي بيان لاحق، أعلن الحزب أنه "تمّ الانتهاء من المرحلة الأولى" من الردّ، "بنجاح كامل"، مشيرا إلى "استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان". وأشار المصدر ذاته إلى أن المسيرات "عبرت كما هو مقرر"، وأنه تمّ إطلاق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا. وفي بيان ثالث، أكد الحزب أن عمليته العسكرية "لهذا اليوم" ضد مواقع وثكنات عسكرية إسرائيلية "قد تمّت وأُنجزت"، نافياً "ادعاءات" إسرائيل إزاء تعطيلها هجومه بضربات استباقية. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه "يشنّ هجمات في لبنان لإزالة تهديدات لحزب الله، بعد رصد استعداده لإطلاق قذائف وصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية". وتوجّه الجيش الإسرائيلي، في رسالته، إلى سكان جنوبلبنان، داعيا "جميع الموجودين بالقرب من مناطق ينشط فيها حزب الله إلى المغادرة فورا لحماية أنفسهم وعائلاتهم". وأفادت قناة "المنار" التابعة للحزب عن "سلسلة غارات لطيران العدو الصهيوني استهدفت حرش كونين رشاف، الطيري، بيت ياحون، الخردلي، زوطر، إقليم التفاح والريحان في جنوبلبنان". وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمّر "آلاف منصات" الصواريخ العائدة للحزب في جنوبلبنان في ضربات شاركت فيها "نحو 100 طائرة حربية". حال الطوارئ وترأس بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، اجتماعا للمجلس الأمني الوزاري المصغّر. وقال رئيس الوزراء، في بيان نشره مكتبه: "نحن مصممون على القيام بكل شيء لحماية بلادنا وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، ومواصلة اتباع قاعدة بسيطة: من يؤذينا، نؤذيه". وأعلن يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، حال الطوارئ لمدة 48 ساعة. وأعلن مطار بن غوريون في إسرائيل أن الرحلات الجوية المغادرة صباح الأحد ستتأخر، وأن الرحلات الواصلة سيُعاد توجيهها إلى مطارات أخرى، قبل أن يعلن في وقت لاحق استئناف العمل في المطار "اعتبارا من الساعة السابعة (04,00 توقيت غرينتش)، بما يشمل الإقلاع والهبوط"، مشيرا إلى أن "الطائرات التي تمّ تحويلها إلى مطارات أخرى، ستعاود الإقلاع باتجاه بن غوريون". وأكدت الولاياتالمتحدة، التي كانت قد عززت انتشارها العسكري في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، جاهزيتها لدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". وقال شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في بيان، إنه، بتوجيه من الرئيس جو بايدن، "يتواصل المسؤولون الأمريكيون الكبار بشكل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين"، مضيفا: "سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الإقليمي". وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها "مستعدة لدعم" الدولة العبرية. وقال متحدث باسم البنتاغون: "نواصل مراقبة الوضع عن كثب، وسبق أن كنا واضحين للغاية بأن الولاياتالمتحدة مستعدة لدعم الدفاع عن إسرائيل". وتصاعدت، منذ أسابيع، المخاوف من تصعيد عسكري إقليمي أكبر في ظلّ تواصل الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل و"حماس" منذ عشرة أشهر، بعد توعّد إيران وحزب الله بالردّ على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي ل"حماس"، في 31 يوليوز في طهران والمنسوب إلى إسرائيل، واغتيال فؤاد شكر في ضاحية بيروتالجنوبية في ضربة إسرائيلية. مفاوضات ويأتي هذا التصعيد في يوم تتواصل فيه المفاوضات في القاهرة بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية بين إسرائيل وحماس في محاولة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وأكدت واشنطن، الجمعة، أن وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه"، وصل إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات، متحدثة عن "تحقيق تقدم" في النقاشات التمهيدية التي تسبق المباحثات الموسعة. وكان مصدر مصري أفاد، في وقت سابق هذا الأسبوع، بأن المباحثات "الموسعة" ستعقد الأحد في القاهرة. وأعلن قيادي في "حماس" لفرانس برس أن "قادة حماس، بمن فيهم رئيس الحركة (يحيى) السنوار، قرّروا أن المرجعية التي يتمّ الاستناد إليها هي خطة 2 يوليوز التي وافقت عليها حماس"، في إشارة إلى المقترح الذي أعلنه جو بايدن في 31 ماي، وأعلنت حماس قبوله مطلع يوليوز. وينص المقترح على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة وإطلاق سراح رهائن خطفوا في 7 أكتوبر خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل الذي تسبب في اندلاع الحرب، ثم مرحلة ثانية تنتهي بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع. في المقابل، أكّد مكتب نتانياهو، هذا الأسبوع، تمسكه بتحقيق "كل أهداف الحرب" قبل وقف النار، معتبرا أن "هذا يتطلّب تأمين الحدود الجنوبية" للقطاع مع مصر، في إشارة إلى تمسّك إسرائيل بإبقاء قوات في غزة، خصوصا عند الشريط الحدودي بين القطاع ومصر المعروف ب"محور فيلادلفيا". وكان مكتب نتانياهو أكد، الخميس، التزامه بسيطرة إسرائيل على ممر فيلادلفيا "لمنع حماس من أن تعيد تسلّحها؛ ما يسمح لها بأن ترتكب مجددا الفظائع التي ارتكبتها في 7 تشرين أكتوبر". وقال مصدر مصري مطلع على المفاوضات، السبت، إن جولة الأحد "مفصلية لبلورة اتفاق سيعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على نتانياهو". وتجري المحادثات بعد جولة مماثلة عقدت في العاصمة القطرية، الأسبوع الماضي، لم تحضرها حماس. وتظاهر آلاف الإسرائيليين، السبت، في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق الرهائن المتبقين. وأسفر هجوم حماس في السابع من أكتوبر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. كما خُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش وفاتهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت مقتل ثلاثة جنود احتياط في وسط القطاع، ليرتفع إلى 338 عدد قتلاه منذ دخوله قطاع غزة في 27 أكتوبر. وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40 ألفا و334 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة ل"حماس".