على خلفية استمرار التوتر في الشرق الأوسط وتصاعد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية بين كل من إسرائيل وإيران وحلفائها في المنطقة، على رأسهم حزب الله اللبناني، وإثر دعوة مجموعة من الدول الغربية والعربية رعاياها إلى مغادرة لبنان بعد التطورات الأخيرة، ناشد أفراد من الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد تدخل الملك محمد السادس من أجل ترحيلهم إلى بلادهم، معيبين في الوقت ذاته "تجاهل" سفارة الرباط في بيروت مخاوفهم في هذا الإطار. وحسب منشورات وتعليقات طالعتها جريدة هسبريس الإلكترونية، عبر مجموعات "فيسبوكية" تضم مغاربة مقيمين في لبنان، أكد عدد منهم أنهم يعيشون على وقع "قلق وخوف" من تدهور الوضع الأمني في لبنان، مطالبين بتدخل السلطات المغربية بشكل عاجل للعمل على إجلائهم قبل أن تتخذ الأحداث في المنطقة منحى آخر، ومسجلين في الوقت ذاته أن الارتفاع المهول الذي شهدته أسعار تذاكر الطيران في الأيام القليلة الماضية يحول دون مغادرتهم هذا البلد. في هذا الإطار كتبت مقيمة مغربية في لبنان تدعى نادية، في منشور لها: "يا رب يطلع قرار من عند سيدنا محمد السادس الله يحفظه لنا"، مضيفة: "أنا معنديش ثمن تذاكر السفر، ولو عندي كنت هربت من زمان". سيدة أخرى قالت في تعليقات لها: "أنا جربت أن أسافر لكن أسعار التذاكر مرتفعة جدا، لذلك قررت البقاء"، مضيفة أن "المشكلة أن كل دول العالم طلبت من رعاياهم السفر إلا المغرب. نحن آخر همهم"؛ في وقت أجمع أغلب المعنيين على أن الوضع الأمني في المنطقة "غير مطمئن". واتصلت جريدة هسبريس بفاطمة، مغربية مقيمة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية التي تشهد تبادلا للضربات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، فأكدت أن "عددا من المغاربة المقيمين في لبنان يعتصر الهلع قلوبهم بسبب ما يجري على الأرض، وبسبب ضبابية المشهد الأمني"، مؤكدة أن "عددا منهم اتصلوا بالسفارة المغربية التي أشارت إلى عدم تلقيها أي تعليمات بترحيلهم إلى بلادهم". وأردفت المتحدثة ذاتها: "الغالبية يريدون العودة إلى المغرب، لكن سعر تذكرة الطيران الواحدة ارتفع بأضعاف مضاعفة، وهو ما يفوق قدرتنا المالية، خاصة أن هناك من لديه أولاد"، مناشدة تدخل السلطات في المغرب وعلى أعلى المستويات من أجل إرسال طائرات لإعادة مواطنيها الراغبين في المغادرة. وسبق لجريدة هسبريس الإلكترونية أن اتصلت بالسفارة المغربية في لبنان حول الموضوع، غير أنها لم تقدم أي معلومات واضحة في هذا الشأن. وزادت المخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق بين الأطراف المتصارعة في الشرق الأوسط، خاصة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعد إقدام تل أبيب على اغتيال عدد من قادة حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، إذ أكد يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، أمس الأربعاء، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، أن التصعيد الأخير على الحدود قد يتطور إلى حرب، مسجلا أن حزب الله سيجر بلاده إلى دفع "ثمن باهظ"، على حد تعبيره؛ فيما توعد حسن نصر الله، زعيم الحزب اللبناني، بالرد على هجمات إسرائيل بغض النظر عن الثمن والعواقب.