تناولت ندوة علمية، احتضنتها مساء السبت قاعة الفضاء الجمعوي بمدينة أزغنغان بإقليم الناظور، موضوع "ميزانيات الجماعات الترابية.. واقع وآفاق". وعرفت الندوة، التي نظمتها جمعية "ماسينيسا للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية"، بشراكة مع جماعة أزغنغان، مناقشة مختلف المحاور المتعلقة بالميزانيات بجماعات الإقليم. وفي مداخلته المعنونة ب"الباقي استخلاصه (المال السائب) معضلة تعرقل التنمية المحلية"، تحدث المصطفى قريشي، أستاذ القانون الإداري بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، عن حيثيات هذا المشكل، الذي قال إنه يتفاقم كل سنة، مبرزا أن المبلغ وصل إلى 43 مليار درهم على مستوى الجماعات الترابية، استنادا إلى وزير الداخلية، وهذا يعد في حد ذاته، حسب قريشي، عائقا أمام الجماعات الترابية لتمويل مشاريعها. فيما تمحورت مداخلة عمر ضرضور، مدير مصالح جماعة البركانيين، المعنونة ب"برنامج العمل والميزانية"، حول إبراز أهمية الميزانية في تنفيذ برامج عمل الجماعات وكافة البرامج التنموية، مؤكدا على ضرورة تنويع مصادر التمويل وتعزيزها حتى تتمكن من تحقيق الأهداف المسطرة. من جهته، أبرز ميمون بحكان، مدير مصالح جماعة قرية أركمان، في مداخلته، التي كانت حول موضوع "الميزانية المستجيبة للنوع الاجتماعي"، أهمية إدماج مقاربة النوع على مستوى إعداد الميزانية، لافتا إلى أن ذلك يرتبط بمجموعة من النصوص الدستورية، وكذلك القوانين التنظيمية والاتفاقيات التي صادق عليها المغرب، مؤكدا أن إدماج مقاربة النوع يساعد على خلق تنمية مستدامة على مستوى الجماعات الترابية. أما عبد الصمد بلقايد، مدير مصالح جماعة سلوان، فألقى مداخلة بعنوان "ميزانيات الجماعات الترابية وسؤال الحكامة"، تحدث خلالها عن مختلف آليات حكامة تدبير الميزانيات من خلال ربط المسؤولية بالمحاسبة، ومن خلال استعمال وسائل التدبير الحديث للميزانية عبر مختلف الآليات والتقنيات الحديثة، وكذلك من خلال تأهيل المنتخبين والموارد البشرية المنوطة بها إعداد وتنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية. وفي ختام المداخلات فُتح باب المناقشة أمام الحاضرين، الذين طرحوا مجموعة من الأسئلة والآراء حول أهم المحاور الرئيسية التي تناولتها الندوة.